وادى كمان واحده
قصه عطاء ام(
)المشهد الاول) يبدأ افتتاح الستار
) يجلس يوسف على مكتب المذاكره وأمه تتجه اليه بصنيه الاكل والشرب (
الام: اتفضل يا سيدي وادي الاكل وصل .
يوسف: ياه يا امي انتِ لسه سهرانه لغايه دلوقت.
الام: انا ملقتش حد يسهر معاك و يونسك قلت اغلس عليك شويه واقعد معاك .
يوسف: انتِ بتقولي ايه يا أمي انتي تنوريني , وانا اطول اقعد مع قمر بالشكل ده يا ست الحبايب.
الام: بس يا ولا اختشي.
يوسف: لأ بجد , انا ملاحظ انك ادورتي و احلويتي , بمعنى اصح خراط البنات خرطك يا جميل . انا بقول ادورلك على عريس يستاهلك يا جميل .
الام: انت اكتر واحد عارف يا يوسف انك اكتر واحد حبيبي وجوزي وابني . من ساعه ابوك ممات , كان عندك ست سنين كنت بتنطط حواليه وتقولي متخافيش يا ماما ( بابا راح عند ربنا ) و انا جوزك دلوقت فاكر ولا نسيت.
يوسف: ربنا يخليكي ليا يا ست الحبايب , انا بضحك معاكِ , و كمان انا افتكرتك ذي ستو . اخر مره بأسألها فيها وبقولها عايزه شربات ولا اجيبلك عريس قالتلي ( هو انا فيَ سنان للشربات (
الام: متتريئش على جدتك يا يوسف
يوسف: خلاص يا امي متزعليش يا ستي
)ينظر يوسف للساعه (
ياه
ده انا اتأخرت على الدرس يا امي . يدوب الحق بس ....
الام:بس... آه
يوسف: النهرده يا ماما رابع حصه و مفروض المدرس ياخد .....
لالا
انا هاقوله يأجل الدفع حصه ولا حصتين.
الام: بقه هي دي المشكله يا سيدي اللي انت شايل همها ......
اتفضل
آدي فلوس الحصص بتاعتك .
يوسف: طب ازاي . اذاي اتصرفتي واحنا في اخر الشهر
الام: ربنا بيدبرها من عنده
يوسف: ربنا مايحرمني منك يا امي باي باي بقى
الام: انا مش هتنازل عن الدرجات النهائيه دي سنويه عامه مش لعبه
( يخرج يوسف مع حدوث stop cadre )
الراوي: يا سلام ذي ما انا كات بالظبط اهي هي دي الامهات يا بلاش مش امي انا هتلي الخضار معاك وانت جاي. متنساش تدفع فواتير التليفون الا هيقطعوا الحراره . روح مع اختك المشوار ده لحد يطمع فيها . يطمع فيها ازاي دي هي شبهي اصلاً. تعالو نكمل اظاهر الحكايه هاتحلو.
(تغلق الانوار )
الام: هها اه ايه اللي حصل , النتيجه طلعت ؟
(المشهد الثاني) ( يدق الباب وتتجه الام لفتحه )
يوسف: وحياه قلبي و افراحه و هنا بمساه وصباحه و مفيش فرحان في الدنيا ذي الفرحان بنجاحه .
الام: بجد. بجد يا يوسف ألف مبروك يا أبني. ألف ألف مبروك يا حبيبي
يوسف: طب ايه لزمتها الدموع دي باقي يا أمي .
الام: دي دموع الفرح ذي ما بيقوله يا ابني .
يوسف: لا يا امي كفيانا دموع بقى . احنا عايزين نفرح شويه , و خاصه وانا جايب 99 % في الثانويه العامه , يهني هخوش كليه الطب , وهيقولوا ( ام الدكتور راحت , ام الدكتور جت )
الام: يجزي عقلك يا يوسف .
يوسف: بس.... بس انا هادخل كليه التجاره علشان اخلص بسرعه واشيل معاكي المسؤليه شويه .
الام: ليه كده يا بني ؟ ليه عايز تخيب املي فيك
ده
انت مجموعك يدخلك كــليه الطب مرتاح .
يوسف: أصل كليه الطب سبع سنين وعايزه مصاريف يامه . وانا تعبتك معايا كتير يا امي ومن حقك تستريحي بقى واشيل عنك الهم شويه .
الام: انت فاكر انك كده بتسعدني انت كده بتذود همي . انا سادتي يا ابني يوم ما اشوفك دكتور.
يوسف: طب والفلوس يا امي ومصاريف الكليه ومصاريف البيت .
الام: متشلش هم حاجه . واذا كان على مصاريف البيت و الكليه . انا هاشتغل صبح وبعد الظهر . المهم امك تبقى احسن انسان في الدنيا كلها .
يوسف: مش عارف اقوللك حاجه غير ربنا ما يحرمني منك
(يقبل يوسف يد امه مع حدوث Stop cadre )
(ويدخل الراوي بالبيجامه ينظر للجمهور )
الراوي: الله . ذي ما انا كاتب بالظبط بس انا مستغرب انا بكتب الكلام الحلو ده شكلي كده هنشهم عين بصراحه مش خساره فيهم و....... ايه ده انتوا بتبصولي كده ليه ؟ علشان اللي انا لابسه ده . لعلمكوا دي احدث موضه . بصراحه بقى علشان الكذب ملوش رجلين , اصل انا ليه طقوس خاصه وانا بشرب ( الحلبسه ) . عن اذنكم بقى بدل ما تبرد .
انتم
بصين كده ليه هتبصولي في الحبه في الحبه اللى انا جايبهم بربع جنيه. يا ساتر على (أر) الناس يا ساتر.
(المشهد الثالث)
الام: انت جيت يا يوسف
يوسف: ايوه يا امي
الام: مالك يا بني فيه ايه ؟
يوسف: الحياه عماله تزيد صعوبه وقسوه وبتدوس على الناس بكل سهوله
الام: انا مش فاهمه حاجه !!!
يوسف: ادني انا اهوه اكتر من سنتين وانا متخرج تقدري تقولي يا امي مبشتغلش ليه ؟؟
الام: ده اراده ربنا ومش يمكن هو مدبرلك حاجه احسن .
يوسف: اه ده فيه ناس تانيه همه بس اللى عندهم حياه افضل مش ممكن نكون منهم. مثلا جرجس صاحبي تقدري تقولي ليه هو عنده فلوس اكتر مني . كل ده علشان ابوه غني . بيغير العربيه كل سنه . يلبس اشيك لبس . من السهل جداً البنات تلف حوليه حتى البنت اللى اعجبت بيها راحتله . ومهتمتش بقلب طيب يمكن حبها اكتر واحد في الدنيا لمجرد ان صاحبه حقير في نظرها
الام: يوسف .........
يوسف: ولا صاحبي كيرلس طالع السابع على الدفعه وتعيين في الكليه وانا اللى طالع التاني متعينتش لمجرد ان ابوه في الكليه .
الام: يوسف .........
يوسف: ولا صاحبي بيشوي واد فتك يلف على كل لون و علي كل شكل . كان دايماً بيشيل ادوات الدكاتره في الكليه وكنا نتفل نضحك عليه ز اهو اتعين قبل ما يتخرج هو اللى طلع صح يا أمي وكلنا طلعنا . طلعنا غلط ...
الام: يوسف ... انت موجوع اوي يا ابني . وانا مش عارفه اقولك حاجه . غير انك احسن من كل دول بس اصبر.
يوسف: ليه الدنيا بتدي الوحش وبتقسى على الحلو ..... انا قررت اني اهاجر يا أمي .
الام: آ ه........ طب وانا يا اني مفكرتش فيا خالص.
يوسف: انا فكرت في الفقر اللي ماشي معانا زي ضلنا ومش عايز يسبنا بكره لما اسافر هعمل ثروه كبيره .
الام: يا ابني الثروه ممكنت تعملها هنا جانبي وانا راضيه عليك
يوسف: يا امي انا زهقت من الظلم . زهقت من ضعفنا .
الام: بكره ربنا بنصرك . يا ابني ده ربنا رب الضعفاء
يوسف: يا امي انا مش قادر استحمل اكتر من كده . مش قادر
الام: بقلك ايه بأه. انا مش هاسمحلك تضيع من ايدي يا بني ده انت اللى ليها في الدنيا . وبعدين مفكرتش اذا تعبت مين هيديني الدواء . يوم ميجيلي العجز مين هايسندني . يوم مموت مين هايدفني .
يوسف: ايوه .... متزوديش همي وتعبي اكتر من كده. انا مش قادر استحمل
( يتجه يوسف الى الباب )
يوسف: سمحيني يا امي .... سمحيني
الام: يوسف.... يوسف ...... يوسف......
( STOP CADRE )
الراوي: يا غبي حد يعامل امه كده . هو الناس اتجننت في عقلها ولا ايه
( ينظر للجمهور )
انتم
بتبصولي كده ليه ؟ فكرني نشتهم عين . لا ده همة اللى فقر . ده انا لسه حتي مغير النظاره والدكتور قال لي انها مش هتسرب اي حاجه . وبعدين مش ده اللي كتبته . لا تصدقه هوه . يبقى هي الحلبسه هي اللى بتعمل دماغ زباله كده . ايوه منه لله عم مرسي هو زود الشطه وسخن الاحداث . اما الحق اي ايس كريم يبردني وال الموضوع هيخرج من ايدي كده ز بس مش هجيبو ادامكم شفتوا عملتوا ابه بالحلبسه . يا ساتر على (ار) الناس يا ساتر
( تغلق الانوار )
(المشهد الرابع)
( ضوه خافت مع وجود الام امام صوره العذراء )
الام: عجبك كده يا عذراء ز ثلاث سنين .... ثلاث سنسن وهو غايب عني بيلف من بلد لبلد . وكل ما يروح بلدبيكلمني هكذب يعني . بس هي مكلمه واحده وبقعد بالشهور ما بسمعش حسه ... و حشني اوي يا عدراء اوي .... يا ترى هو دلوقتي تعبان ولا مرتاح , جعان ولا شعبان , عريان ولا متغطي ..... فينك يابن قلبي ..... انا مش عايزه يا عدراء اكتر من ثانيه اشوفه فيها و اطمن عليه
صوت
العدراء مريم : متخفيش يا ست يا طيبه ابنك رجعلك . ايمانك و صبرك رجعهولك و اطمني هو اتعلم درس مش هينساه في حياته . وبالرغم من ان شلته اموج وحتطه امواج كان محفوظ بسبب دعواتك ليه .
الام:معقوله ابني راجع ....... يوسف راجع ....... يوسف راجع
(تضيء الانوار مع رنين جرس الباب )
الام: يوسف !!! ...... يوسف يوسف
يوسف: اذيك يا امي ..... اخبارك ايه ؟
الام: منت مجروحه وادويت يأبني
يوسف: انا عارف انك زعلانه منى وبصراحه ليكي حق . علشان كده ربنا كان بيعاقبني . انا مرجعتش بحاجه ذياده يا امي . انا كل البلاد اللى رحتها اتبهدلت واتمرمت فيها . اشتغلت كل حاجه تتوقعينها ( كنست الشوارع , نظفت الحمامات , غسلت الطباق ) وكل ده ومكنتش عاجب . انا زي مقلت لك يا أمي انا مرجعتش بحاجه زياده لكن يمكن رجعت من غير كرامتي ..... عارفه يا امي وانا جاي في الطياره مكنتش بفكر في الاهانه اللى اخدتها في البلاد دي . انا كنت بفكر في حاجه أهم هو يا ترى بيتك هيفضل لسه مفتوحلي وقلبك ليه بيحبني ...... انا عارف اني مش من حقي.....
( تمد الام ذراعيها له )
الام: يوسف .......
(يسرع يوسف ويرتمي في حضن امه وهو يبكي )
يوسف : ياااااه ...... وحشني حضنك اوي يا أمي أوي سامحيني يا امي ........ سامحيني
الام : يا يوسف ....... ده مهما كان , ومهما هيكون .انت ابني
( STOP CADRE )
الراوي: صح .أكبر صح . مفيش غير رضا الام عليك و دعاها ليك هو اللي هيوصلك الى اعلى المراتب .... و انت يأمي ويا عمتي ويا خالتي : اتكلموا مع اولادكم و ناقشوهم في مشاكلهم . خدوهم في حضنكم ( بزمتكم فيه احسن من حضن الام مكان يحتمي فيه الاولاد من غدر الزمان ).. ايه ده هو انا بتكلم جد كده ليه . نرجع لموضوعنا ........
يوسف: جرى ايه يا عم انت عمال تتمشى في الشقه وتاكل حلبسه تلبس البيجامه .. عجيبه ابن وامه تدخل بينهم ليه . يالا أتفضل أخرج و متجيش هنا تاني
( يخرج الراوي )
يوسف: ياااااه ...... ده الواحد ارتاح منه
الراوي : انا لسه ممشتش و القصه مخلصتش
يوسف: وده اللى انا واثق منه
( تغلق الستار )