المشهد الأول
قاعة المحكمة فيها منصة عالية و أمام المنصة يجلس كاتب أمام طاولة صغيرة وصاحب المحكمة عند طرفها الأيسر ووراء المنصة ثلاثة كراسي فارغة و على يمين المحكمة يجلس وكيل النيابة إلى طاولة و بيده ملفات .
وعلى يسار المحكمة فقص الاتهام فارغ و على كرسي المتهم كلاشنكوف ( بلاستيك ) و عدة عبوات تخرج منها أسلاك ( عبوات ناسفة ) و أمام قفص الاتهام يجلس محامي الدفاع ، و أقارب المتهم و هم عبارة عن شباب ملتحين يحملون رشاشات و عبوات .
( يرفع الستار و يدخل القضاة الثلاثة و يجلسون على كراسيهم بصمت )
يصرخ الحاجب : محكمة .
( يقف وكيل النيابة و الكاتب و المحامي و لا يقف أقارب المتهم )
يصرخ وكيل النيابة : عليكم الوقوف احتراما للمحكمة .
يجيب أحد الأقارب : ليس من شأنك
القاضي الرئيس : تفتتح الجلسة أين المتهم .
النيابة : ميت و يحاكم غيابياً
قريب آخر : إنه حي حاضر رغما عنك .
النيابة : لا نراه في القفص.
قريب آخر: " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ".
قريب آخر: ليس من مات فاستراح بميت و إنما الميت ميت الأحياء ( و يشير بإصبعه إلى النيابة عند قراءة الشطر الثاني من البيت)
القاضي: ممثل الادعاء .
النيابة: نعم سيدي .
القاضي : هات ما عندك .
النيابة :المتهم يحيى عياش قام بأعمال خطيرة من شأنها المساس بأمن الوطن و المواطن و تخريب عملية السلام و الاتفاق السياسي و المساس بالأمن الغذائي و تجويع المواطنين .
القاضي: حيثيات القضية بالتفصيل .
النيابة:
أولاً: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في مدينة العفولة مما أدى إلى مقتل عدد من اليهود الأبرياء و جرح عدد كبير منهم مما جعل اليهود يثيرون العالم ضدنا و اتهمتنا أمريكا بالإرهاب .
ثانياً: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في مدينة الخضيرة مما أدى إلى مقتل عدد من اليهود الأبرياء و جرح عدد كبير آخرين مما جعل رابين يحاول الاتصال بالمنظمة لتحريك مباحثات السلام .
ثالثاً: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في باص إسرائيلي في شارع ديزنغوف في تل أبيب مما أدى إلى قتل أكثر من 20 من الأبرياء و إصابة العشرات .
رابعاً: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في باص إسرائيلي في القدس الغربية و أصاب العشرات من الأبرياء .
خامساً: مكث المتهم مطاردا مدة طويلة تنقل فيها ما بين الضفة الغربية و قطاع غزة مما أتعب قوات الاحتلال البريئة و هي تبحث عنه ، و درب العشرات على عمليات التفجير و هذا من شأنه أن يزيد التطرف و الإرهاب في المنطقة .
سادساً: أصبح المتهم نتيجة لأعماله بطلا قوميا في نظر الكثيرين من الشباب و أعماله هذه تلقى رواجا في أوساطهم و هذا من شأنه أن يزيد من العداء و الحقد بين الشعب الفلسطيني و المحتلين الأبرياء و يمنع فرص التعايش و التطبيع بيننا و بين جيراننا .
سابعاً: قام المتهم بالتغرير بالشباب و دفعهم إلى الانتحار .
محامي الدفاع : هذا كله تهريج و كلام فارغ ، إن ما قام به يحيى عياش هو عمل جهادي لإعلاء كلمة الله و تحرير فلسطين من الغاصبين و ئارا لشهدائنا الأبرار الذين قتلهم الصهاينة و هم يصلون الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل .
وكيل النيابة: وحتى بعد موت يحيى عياش فإن تلاميذه الذين دربهم يرسلون الشباب بالعبوات الناسفة و التي قتلت و جرحت من اليهود ما لم يحدث في زلزال من الزلازل أو بركان من البراكين مما جعل الرئيس الأمريكي يعقد مؤتمرا عالميا ضد الإرهاب في شرم الشيخ اضطر الزعماء لحضوره مما يحرجهم أمام شعوبهم
( يقف رجل عجوز من المتفرجين و يدقق النظر في وكيل النيابة و يصرخ لمن حوله )
الرجل العجوز: عرفته ، تذكرته أليس هذا الذي هرب من الملثمين في الانتفاضة حين ذهبوا ليقمعوه فهرب منهم و اختفى .
( يهمهم الحضور و يصرخ بعضهم )
الحضور: نعم هو ، و الله هو إيش خلاه وكيل نيابة ، آه يا زمن .
القاضي: ترفع الجلسة لحين إحضار الشهود من قبل الادعاء .
المشهد الثاني
( نفس المنظر السابق بالإضافة إلى عدد من الشهود يظهرون تباعا حسب الترتيب )
(يدخل القضاة )
يصرخ الحاجب : محكمة .
القاضي الرئيس : لوكيل النيابة هل أحضرت الشهود ؟
النيابة : نعم يا سيدي .
القاضي : الشاهد الأول .
النيابة : الشاهد الأول هو رئيس أكبر دولة في العالم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فخامة الرئيس بيل كلينتون ، تفضل .
القاضي : سيادة الرئيس ، ما هو قولك في يحيى عياش ؟
كلينتون : هذا الذي قام به يحيى عياش و ما قامت به حركة حماس المتعصبة عمل إرهابي و جريمة ضد الإنسانية لا يمكن أن يقبله العالم المتحضر ، نشجبه بشدة ، و سنضرب بيد من حديد على يد كل من يقوم بمثله ، أو يسانده في مثل هذه الأعمال و كل دولة يثبت أنها ساعدت حركة حماس المتعصبة ، سنفرض عليها المقاطعة و سنجوع شعبها ، و من أجل ذلك تمت الدعوة إلى مؤتمر شرم الشيخ لمكافحة الإرهاب و حضرته 36 دولة من أولياء نعمتنا و اتفقنا فيه على قطع دابر حماس و تصفية مواردها .
القاضي : محامي الدفاع ، هل لديك أسئلة للشاهد ؟
محامي الدفاع : سيد كلينتون ، لماذا تعتبر ما قام به يحيى عياش عمل إرهابي و لا إنساني ؟
كلينتون : لأنه يقتل أصدقاءنا اليهود الأبرياء العزل و يقتل النساء و الاطفال .
محامي الدفاع : إن أصدقاءك اليهود يقتلون كل يوم أطفالنا و نساءنا و يقصفون مخيماتنا بطائراتك الحربية و قنابلك التي تهديها لإسرائيل أليس هذا عملا إرهابياً ؟
كلينتون : إنهم يقتلون العرب و لا يقتلون اليهود .
الدفاع : و العرب أليسوا بشرا ؟
كلينتون : ليس لهم ضغط في الانتخابات الأمريكية و لست في حاجة لأصواتهم حتى أنجح في الانتخابات و لا تنسى أنهم مسلمون أعداء .
الدفاع : و لماذا ألقيتم القنابل الذرية على هيروشيما و ناجازاكي لتقتل مئات الآلاف من الأطفال و النساء و تشوه الملايين .
كلينتون : دفاعا عن النفس .
الدفاع : هل احتلت اليابان بلادكم ؟
كلينتون : لا .
الدفاع : هل طردتكم منها ؟
كلينتون : لا .
الدفاع : ماذا كنتم ستفعلون لو احتلت اليابان أرضكم و طردتكم منها ؟
كلينتون : كنا سنمسح الجزر اليابانية من الخريطة .
الدفاع : فلماذا تستنكر علينا أن نقوم بجزء يسير جدا مما قمتم به مع أننا اغتصبت أرضنا و طردنا منها و قتل أطفالنا و نساؤنا ؟
كلينتون : الوضع يختلف .
الدفاع : ولماذا أحرقتم الأخضر و اليابس في فيتنام و قتلتم الملايين و ألقيتم عليهم ملايين الأطنان من القنابل و المتفجرات التي لم تبق إنسانا ولا حيوانا و لا نباتا .
كلينتون : إنهم تحدوا عظمة الولايات المتحدة الأمريكية .
الدفاع : أليس هؤلاء بشرا ، ألا يعتبر عملكم هذا إرهابيا و لا إنسانيا ؟
كلينتون : إنهم ليسوا يهود .
الدفاع : والنساء و الأطفال في ملجأ العامرية في بغداد ما ذنبهم ؟
كلينتون : نحن لم نقصد أن نضربهم و كان قصدنا تحصينات صدام حسين .
الدفاع : أنتم تقولون أن قنابلكم توجه بالليزر و تحدد أهدافها بدقة فهل هذا إدعاء كاذب ؟
كلينتون : لا ليس إدعاء كاذبا فنحن نحدد الأهداف بدقة و لكن لا تنسى أن هؤلاء الأطفال و النساء ق ساندوا صدام حسين في احتلال الكويت .
الدفاع : و هل الكويت أقاربكم ؟
كلينتون : لا يعنينا أهل الكويت ألا تفهم ، نحن نريد المحافظة على مصادر النفط .
الدفاع : و الهنود الحمر هل احتلوا أرضكم ؟
كلينتون : بالعكس ، نحن احتللنا أرضهم .
الدفاع : ألم تكتفوا باحتلال أرضهم حتى أبدتموهم ؟
كلينتون : مساكين هم رفضوا التطور الأمريكي .
الدفاع : و هل جزاء من لا يقبل قراركم الإبادة ؟
كلينتون : هكذا هي الدنيا صراع ،و البقاء للأقوى .
الدفاع : و أهل بنما هل احتلوا أرضكم ؟
كلينتون : كل من يخرج عن الإرادة الأمريكية سيسحق .
الدفاع : ذلك لأنكم تؤمنون بحقوق الإنسان ؟
كلينتون : الإنسان المتحضر .
رجل عجوز من الحاضرين : ( أي ما تستحي و تنصرف ، أما سفالة هذه )
القاضي
لوكيل النيابة ) هل عندك شهود غير هذا ؟
النيابة : نعم سيدي شمعون بيريس داعية السلام الإسرائيلي و الحائز على جائزة نوبل للسلام و حبيب العرب الذي كنا ندعو له أن ينجح في الانتخابات و لكن يبدو أن ربنا غضبان علينا فلم ينجح تفضل يا سيد بيريس .
القاضي : ماذا تقول يا سيد بيريس في شهادتك ؟
بيريس : نحن على أبواب عصر جديد و شرق أوسط جديد يعيش بلا حروب ولا صراعات ، يتعاون فيه العقل اليهودي العبقري مع رأس المال العربي الذي لا يحسن التصرف من أجل إسعاد المنطقة كلها ومن أجل توزيع المياه و الاستفادة من المياه التي يبددها العرب دون فائدة و كذلك بدلا من أن يذهب السياح العرب إلى أوروبا للمتعة فنحن نوفرها لهم في تل أبيب ، كل أحلامنا هذه يحاول تحطيمها يحيى عياش و تلاميذه الذين يقتلون النساء و الأطفال و يفسحون المجال للتطرف اليميني في إسرائيل ، و لاتنسى أنهم أسقطوني في الانتخابات و قضوا على مستقبلي السياسي .
القاضي : محامي الدفاع هل لك من أسئلة للشاهد ؟
الدفاع : أنت تقول أن يحيى عياش يقتل النساء و الأطفال فماذا فعلت في قانا في لنساء و الأطفال الفلسطينيين ؟
بيريس : قتل النساء و الأطفال ليس من سياستي و لكنهم استفزوني .
الدفاع : لمجرد أنهم استفزوك تقذفهم بالصواريخ ،و تعتب على يحي عياش أن يئأر لشعبه ، لأطفاله و لنسائه و لشرفه و كرامته فأي شرق أوسط جديد هذا الذي تريده تقتلون منا كما تريدون و لا تجدون من يردعكم .
بيريس : إن العنف من شأنه أن يعيق السلام .
الدفاع : عنفنا يعيق السلام أما عنفكم فيبدو أنه يدفعه إلى الأمام ؟
بيريس : لولا عنفنا لما قبل الزعماء العرب بمسيرة السلام .
الدفاع : تقول أن اجتماع رأس المال العربي مع العقل اليهودي كفيل أن يتقدم بالشرق الأوسط ، هل العرب لا يفهمون ؟
بيريس : لا تنسى أن اليهود هم قوم متميزون و هم أذكى ناس في العالم أليسوا شعب الله المختار .
الدفاع : ما تقصده بالمتعة التي توفرها للسياح العرب ؟
بيريس : أنت تعرف أن الكثير من الأثرياء العرب يسافرون إلى أوروبا لإنفاق الأموال على الملذات و نحن عندنا كل ما هو موجود في الغرب و نحن أقرب و الوصول إلينا أسهل و كما تقولون أنتم الأقربون أولى بالمعروف .
الدفاع : تذكر يا بيريس المستوطن الذي قتل طفلا عريبا ماذا حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية ... حكمت بتغريمه أغورة واحدة .
بيريس : كان مضطرا للدفاع عن نفسه لأنه خاف من الطفل و لا تنسى أن القضاء عندنا مستقل ولا نتدخل فيه فنحن دولة ديموقراطية .
الدفاع : لماذا تطالبون السلطة الفلسطينية بمحاكمة شعبها و تصفية نصفه ؟
بيريس : أعتقد أن رابين قالها بوضوح لقد سئمنا استنكارات مؤسسات حقوق الإنسان لأعمالنا فأردنا أن تقوم السلطة بهذه المهمة دون أن يلومنا أحد .
الدفاع : أنت غاضب أن العمليات خسرتك في الانتخابات ؟
بيريس : غاضب جدا بالطبع .
شيخ من الحضور : إن شاء الله بتنسطح .
القاضي : لوكيل النيابة .. هل لديك شاهد آخر ؟
وكيل النيابة : نعم سيدي إنه أريئيل شارون
القاضي : ما هي شهادتك يا سيد شارون ؟
شارون : إن ما قام به يحيى عياش يتميز بالهمجية و البعد عن العالم المتحضر إنه يقتل النساء و الأطفال في داخل تل أبيب و القدس و لو كنت وزيرا للدفاع لعرفت كيف أتصرف معه و مع أمثاله .
القاضي : محامي الدفاع هل لديك أسئلة للشاهد ؟
الدفاع : جنرال شارون ماذا فعل أطفال قبية و نساؤهم حين هجمت عليهم بقواتك و فجرت البيوت عليهم وهم نائمون ؟
شارون : كان ذلك دفاعا عن النفس لقد كان المخربون ينطلقون من قبية و يقومون بأعمال الإرهاب فذهبت إلى القرية و فجرت البيوت و لم أعرف أن بها نساء و أطفال .
الدفاع : كيف تكون البيوت في قرية خالية من النساء و الأطفال هل يعقل بأن تكون قرية في الدنيا بدون نساء و لا أطفال ؟
شارون : كل منطقة تساند الإرهاب يجب تصفيتها .
الدفاع : و لو كانوا نساء و أطفالا ؟
شارون : ولو كانوا عفاريت .
الدفاع : و ماذا فعل أهل كفر قاسم حين حصدتهم فرقتك برشاشاتهم ؟
شارون : كانت الحرب قائمة مع مصر و قلت لن يسمع بهم أحد .
الدفاع : و مذابح صبرا و شاتيلا ؟
شارون : لست أنا الذي قمت بها و لكن المسيحيون .
الدفاع : و من الذي مكنهم من ذلك ؟
شارون : لا أدري .
الدفاع : و لماذا أدانتك لجنة التحقيق و نقلوك من وزارة الدفاع ؟
شارون : إنهم لا يفهمون فقد أتاحوا الفرصة للعرب أن يتكلموا علي بالسوء .
الدفاع : مثلك حرام أن يتكلم عن الإنسانية فضلا عن أن يعيش مع البشر و لكن الحق ليس عليك و لكن علينا الذين جعلناك تعيش فضلا عن أن تشهد في محكمتنا .
القاضي : لوكيل النيابة ... هل معك شهود آخرون ؟
النيابة : نعم بنيامين بيغين الوزير الإسرائيلي و نجل رجل السلام الشهيد مناحيم بيغن الحائز على جائزة نوبل للسلام .
القاضي : هل لديك ما تقوله يا سيد بيغن ؟
بيغن : نعم لقد قضى والدي عمره دفاعا عن الشعب اليهودي و حقه في الحياة في أرض أجداده بأمن و سلام و لكن يحيى عياش و تلاميذه يريدون أن يجردونا من إنجاز هذا السلام في قتلهم النساء و الاطفال و هذا من شأنه أن ينازعنا العيش بحرية و أمن في أرض إسرائيل الكاملة أرض الآباء و الأجداد .
القاضي : محامي الدفاع هل لك من أسئلة للشاهد ؟
الدفاع : ماذا فعل والدك داعية السلام بأطفال و نساء دير ياسين ؟
بيغن : إنها الحرب و لولا دير ياسين و مذبحتها لما فر العرب من أرض إسرائيل و لأصبح في أرض إسرائيل أغلبية عربية فكل شيء من أجل إقامة دولة إسرائيل جائز .
الدفاع : يبدو أن أطفالكم و نساءكم يختلفون عن أطفالنا و نسائنا ؟
بيغن : ألم تعرف ذلك نحن من حقنا العيش بأمن و سلام
الدفاع : و نحن أليس من حقنا العيش بأمن و سلام ؟
بيغن : أنتم من واجبكم أن تمنعوا الإرهابيين الذين يعرضون أمننا و سلامنا للخطر و إذا لم تفعلوا ذلك فلا وجود لكم هنا إما أن تحافظوا على أمننا و إما أن ترحلوا ألا يكفي أننا ساكتون عليكم إلى الآن لم نطردكم
الدفاع : هل تلد الحية إلا الحية ؟!
القاضي : ( لوكيل النيابة ) هل عندك شهود آخرين و لا أريدك أن تحضر شهود يهود ، فضحتنا ....
النيابة : نعم يا سيدي لدي عالم من علماء المسلمين الكبار
( يتقدم شيخ ضخم الجسم عليه جبة فارهة و بين الفينة و الفينة يخرج منديله ليجفف عرقه و رقبته و يتنفخ من شدة الحر )
النيابة : تفضل يا سماحة الشيخ و يصعد إلى منصة الشهود
النيابة : ما تقوله فينا يفعله يحيى عياش ، ما حكم الشريعة الإسلامية فيه بالدليل ؟
الشيخ : تريد أن أحلله أم أحرمه ؟
النيابة : نحن لا نحكم إلا بالعدل نريد الحكم بالدليل .
الشيخ : إن كنت تريد إجازته فعندي أدلة الجواز و إن كنت تريد تحريمه فعندي أدلة التحريم و الحكم خذ ما تريده سيادتكم
( يدخل شاب على جانبه مسدس و يهمس في أذن الشيخ ... التحريم )
الشيخ : هذا العمل حرام بل جريمة في حق الإنسانية و هو يشوه جمال الشريعة الإسلامية و يجعل العالم ينظر إلى المسلمين نظرة سيئة ونحن في حاجة إلى تحسين صورة المسلمين في العالم الغربي بالذات .
النيابة : ما هو الدليل يا صاحب الفضيلة ؟
الشيخ : هذا العمل انتحار لأن الإنسان يقتل نفسه و يقول الله عز وجل " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " ، و يقول تعالى " و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " و كذلك نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن قتل الأطفال و النساء الذين لا يحاربون .
القاضي : لمحامي الدفاع ... هل لديك أسئلة توجهها للشاهد
الدفاع : ما اسمك ؟
الشيخ : مستفيد بن مطاوع
الدفاع : ما عملك ؟
الشاهد : مدير عام وزارة التسهيلات .
الدفاع : ما هي درجتك ؟
الشيخ : أولى C
الدفاع : كم يبلغ راتبك الشهري ؟
الشيخ : راتبي الرسمي ألف و خمسمائة دولار أمريكي .
الدفاع : ماذا تقصد براتبك الرسمي لقد سألتك عن راتبك و معروف أنه رسمي .
الشيخ : هناك أمور أخرى غير رسمية .
الدفاع : و ما هي ؟
الشيخ : إكراميات
الدفاع : كم تبلغ شهريا ؟
الشيخ : هذه ليست شهرية .
الدفاع : و إلا كيف ؟
الشيخ : بالقطعة .
الدفاع : كم تتقاضى عن القطعة ؟
الشيخ : هذا ليس ثابتا حسب الوضع
الدفاع : كم تتقاضى في حالة كهذه ؟
الشيخ : هذا أمر سري لا أعرض الأمور الأمنية على الملأ
الدفاع : فضيلة الشيخ ما رأيك في الربا الذي تقدمه البنوك للمودعين فيها ؟
النيابة : ما شأن البنوك بيحيى عياش ؟
القاضي : لا تقاطع .
الشيخ : إذا كان البنك للدولة جاز ذلك و هذا ليس ربا و إنما هو فائدة
الدفاع : ما هو دليلك ؟
الشيخ : إن الدائن مستفيد و الدولة مستفيدة فهي تفك ضائقتها المالية
الدفاع : و هكذا الحال لو كان المستدين شخصا .
الشيخ : الدولة تختلف
الدفاع : لقد كان لدولة رسو ل الله صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين بيت مال و لم يتعاطوا بالربا و الله تعالى يقول " يآيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة " و كل دين جرّ ربحا فهو ربا .
الشيخ : قلت لك هذه فائدة و ليس ربا .
الدفاع : كما قال اليهود " إنما البيع مثل الربا "
القاضي : إلتزم الموضوعية
الشيخ : لم تكن الدولة في حاجة إلى الإقتراض بل كانت توزع المال على الناس
الدفاع : لم يكن عندهم نفط في ذلك الزمن
الشيخ : كانت موارد الجهاد عظيمة من الغنائم و الخراج
الدفاع : و نسيت قضية مهمة لم يكونوا لصوصا ولا مختلسين فلماذا غيرت الفتوى عن تلك التي كانت في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و عصر الصحابة .
الشيخ : لكل زمان دولة و رجال .
الدفاع : نعم فدولة الهزيمة بحاجة إلى رجال من أمثالك
القاضي : إلتزم الموضوعية
الدفاع : فضيلة الشيخ ما حكم استقدام جيوش النصارى الصليبية إلى بلاد الإسلام في جزيرة العرب ؟
الشيخ : إذا كان ذلك في نصرة الإسلام فذلك جائز .
الدفاع : هل تعتقد أن امريكا و بريطانيا و فرنسا تأتي لنصرة الإسلام ؟
الشيخ : إنهم أصدقاؤنا .
الدفاع : و لكنهم حتما ليسوا أصدقاء الإسلام .
النيابة : ما دخل أمريكا و فرنسا و بريطانيا في يحيى عياش ؟
الدفاع : فضيلة الشيخ ما حكم سيطرة الكفار على نفط المسلمين و استثمار أموال النفط في البنوك الأجنبية و عدم استثمارها في البلاد العربية التي تعاني من الفقر و هي بحاجة إلى أموال المسلمين ؟
الشيخ : هذه أمور لا تفهمون فيها إنما يفهمها أصحاب السياسة فقط ما لكم و مالها
الدفاع : ما حكم الرؤساء الذين يكذبون على شعوبهم فيصورون لهم الهزائم على أنها انتصارات
الشاهد : إن حكامنا لا يكذبون علينا فإذا قالوا أننا انتصرنا فإننا انتصرنا ، لقد كانت أهداف العدو دوما هي تحطيم قيادتنا و طالما أن قادتنا بخير و لم يتحطموا فقد فشل العدو في تحقيق أهدافه و هكذا نكون قد انتصرنا .
الدفاع : أما سمعت عن الرسول صلى الله عليه و سلم شيئا في الرؤساء الكذابين ؟
الشيخ : كلا
الدفاع : فأنا أقول لك ، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم ، شيخ زان ، و ملك كذاب ، و عائل مستكبر "
الشاهد : هذا في الملوك و ليس في الرؤساء
الدفاع : ( مستهزئا ) كل شيء في هذا الزمن جائز
النيابة : ما قصدك من هذه الأسئلة و هي ليست من قضيتنا ؟
الدفاع : ألم تفهم ؟
النيابة : فهمني يا فالح
الدفاع : هذا الشاهد ساقط العدالة ، لا قيمة لشهادته و لا لعلمه فهو من علماء السلاطين و علماء السوء و ما أفسد الدين إلا الملوك و أحبار سوء و رهبانها
القاضي : لوكيل النيابة هل عندك شهود غيرهم ؟
النيابة : نعم سيدة من المتضررين زوجها يعمل في إسرائيل و منعه الطوق من العمل تفضلي يا أم حسن
القاضي : ماذا تقولين في يحيى عياش يا أم حسن ؟
أم حسن : الله يرحمه كان تاج على روسنا ، يسلم البز اللي رضعه هيك الرجال و إلا بلاش و اللي ما تخلف مثل يحيى عياش تروح تدفن حالها أحسن لها كأنها ما حبلت و لا ولدت .
النيابة : مالك يا أم حسن نسيتي أن أبو حسن من يوم عمليات يحيى عياش و هو لا يعمل في إسرائيل .
أم حسن : يا ريت كل يوم يعمل الشباب عمليات مثل عمليات يحيى عياش و بدناش شغل إسرائيل كله .
النيابة : و كيف تعيشين يا أم حسن مع أولادك
أم حسن : يرزقنا الله بنعيش على الخبيزة طول عمرنا و احنا بنقول بنموت واقفين و ما بنركع و اللا انسيتوا هالحكي و اللا كنتوا بتضحكوا علينا
النيابة : كل ما كان يحدث طوق كنتم تدعون على يحيى عياش
أم حسن : قطع لسانه اللي بيحكي عليه و الله ما رفع راسنا إلا هو و أمثاله الله يحميهم
النيابة : أنت كذبت على لقد قلت لي أنك في ضائقة مالية لأن زوجك لا يعمل في إسرائيل و من أجل هذا أحضرتك شاهدة و تشهدين ضدي
أم حسن : أنا لم أكذب عليك أنت سألتني هل الإغلاق يؤثر عليك فقلت نعم و لكن هل يعني هذا أني ضد يحيى عياش طيب روح و لا تزعل ابني الأخير سميته يحيى على اسم يحيى عياش و إن شاء الله يطلع زيه يا رب و يرفع راسي و راس أبوه .
النيابة : خلي حماس تجيبلك كيس طحين .
أم حسن : بس أنتو فكوا عنا و هي تجيب لنا تبرعات المسلمين من العالم بس ما تضيقوش عليها الله يضيقها على اللي بيضيق
القاضي : لمحامي الدفاع هل لديك أسئلة توجهها للشاهدة
الدفاع : لا أريد أن أزيد كلمة على ما قالته .
القاضي : لوكيل النيابة هل لديك شهود أخرون
النيابة : نعم لدي مسئول كبير في السلطة ، تفضل يا أبا جيفارا
القاضي : ماذا تقول يا أبا جيفارا
أبو جيفارا : إننا نتيجة للإغلاق الذي سببته عمليات يحيى عياش نخسر كل يوم ما قيمته سبعة ملايين دولار و هذا يؤثر على الوضع الاقتصادي للشعب و يزيد مستوى الفقر و يؤثر على دخل السلطة الوطنية من الضرائب
القاضي : لمحامي الدفاع .. هل لك أسئلة توجهها للشاهد
الدفاع : كم تكون الخسائر بسبب العمليات الجهادية في العام
أبو جيفارا : لا يقل ذلك عن مائتي مليون دولار
الدفاع : يعني أقل من الأموال التي سرقها المسؤولون كما جاء في تقرير هيئة رقابة السلطة ،و بدلا من الاحتجاج على العمليات الجهادية كفوا عن سرقة أموال الشعب
رجل عحوز من الجالسين : و الله بيحكي نقدي و الله برافو عليك
القاضي : أرجو من الجمهور التزام الهدوء
الدفاع : قرأت أن جمعية مكافحة التدخين تقول أن الشعب الفلسطيني يخسر على الدخان ما قيمته أربعمائة مليون دولار أي ضعف ما تكلفنا العمليات الجهادية ، و الدخان يجلب لنا الأضرار و العلميات الجهادية تجلب لنا العزة و الكرامة . فلماذا لا تحاكمون الدخان و تحاكموا يحيى عياش ؟
أبو جيفارا : و لا تنسى أن العمليات تعطي ذريعة للحكومة الإسرائيلية لمنع الانسحاب من الأراضي المحتلة بحجة الأمن .
الدفاع : لقد كانت العمليات الجهادية مستمرة و انسحبت إسرائيل من المناطق التي تريدها بل هي ما انسحبت إلا نتيجة لهذه العمليات .
أبو جيفارا : و لا تنسى أن العمليات أحضرت حزب الليكود إلى الحكومة فزاد الاستيطان .
الدفاع : الاستيطان كان موجود في وقت حزب العمل بشكل أكبر مما هو في حزب الليكود و لكن بدون ضجيج و هذا ما يعرفه كل يهودي و يكفي أن أول مستوطنة قام بها حزب العمل
أبو جيفارا : لو ظل حزب العمل في السلطة لأوقفنا الاستيطان
الدفاع : لماذا لم توقفوه في اتفاق أوسلو و قد وقعتموه مع حزب العمل ، كلا الحزبين موقفهم واحد و هو أن يسلموا لكم فقط المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ليتخلصوا من مشاكلها و لا ننسى أن أول من طرح الانسحاب من قطاع غزة هو حزب الليكود .
المشهد الثالث
( نفس المنظر السابق و يظهر شهود الدفاع تباعا )
يدخل القضاة الثلاثة
يقف الجميع ما عدا أقارب المتهم
الحاجب : محكمة .
القاضي : لمحامي الدفاع .. هل لديك شهود
الدفاع : نعم لدي الإمام القرطبي المفسر المشهور و أحد أئمة المذهب المالكي تفضل يا سيدي الإمام
( يتقدم الإمام القرطبي عليه تواضع العلماء ووقارهم)
القاضي : ماذا تقول يا مولانا في أفعال يحيى عياش ؟
القرطبي : إن ما يقوم به يحيى عياش و إخوانه يذكرنا بسلفنا الصالح و يطمئن في قبره أنه ما زال في أمة محمد الخير .
القاضي : و لكن يا سيدنا الإمام هؤلاء الشباب يقتلون أنفسهم و هذا ما حرمه الله ألم يقل الله عز وجل " و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
القرطبي : يا بني يجب أن نفهم القرآن على حقيقته كما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و بالروح التي فهمه بها الصحابة رضي الله عنهم و السلف الصالح من علمائنا .
القاضي : و كيف ذلك يا مولاي ؟
القرطبي : طن قوم كما ظننتم في هذه الآية فرأوا رجلا من المسلمين يهجم على الروم و حده و قد كانوا أكثر من مائة ألف فقال الناس لا حول و لا قوة إلا بالله ، ألقى بنفسه إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه و كان من كبار الصحابة و قال لهم إنكم تضعون هذه الآية في غير موضعها و لقد نزلت فينا معشر الأنصار بعد أن فتحت مكة و دخل العرب في دين الله أفواجا قلنا علينا أن نستريح من الجهاد فقد أعز الله دينه فنعدو إلى مزارعنا و بيوتنا نصلحها بعد أن أفسدها إهمالنا لها و نحن مشغولون بالجهاد مع رسو ل الله صلى الله عليه و سلم فنزلت الآية " وأنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة و أحسنوا إن الله يحب المحسنين " فكانت التهلكة في تركنا للجهاد و الإنفاق في سبيل الله و عودتنا إلى مزارعنا و بيوتنا .
النيابة : و لكن يا حضرة الإمام لم يكن في المسلمين في السابق من يعمل هذه الأعمال .
القرطبي : لقد قام المسلمون في السابق لأكثر من هذا و لو كان عندهم متفجرات لوجدت الآلاف منهم يحيى عياش .
النيابة : هات لنا مثالا واحدا
القرطبي : لما واجه المسلمون في موقعة القادسية استخدام الفرس الفيلة للمعركة قي اليوم الأول لم يستطيعوا مواجهتها لأن الخيل قد جفلت منها و خافت فقتل من المسلمين جمع غفير و كانت الدائرة على المسلمين في اليوم الأول فقام رجل من المسلمين وصنع فيلا من طين و أنس به فرسه فلما أصبح لم ينفر الفرس من الفيل فحمل على الفيل الذي كان يقدمها فقيل له إنه قاتلك فقال لا ضير أن أقتل و يفتح على المسلمين .
النيابة : هذه حالة فردية نادرة
القرطبي : قلت لك هناك قصص كثيرة ، ها هو البراء بن مالك رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى المرتدين في موقعة اليمامة قد تحصنوا في حديقة مع مسيلمة الكذاب و لم يستطع المسلمون دخولها فوضع نفسه في الترس ة قال للمسلمين احملوني على الرماح و اقذفوني في الحديقة التي كان بداخلها عشرون ألفا فقذفوه و قاتل على الباب حتى فتحه و جرح البراء يومها بضعا و ثمانين جرحا .
القاضي : لقد أثرت فضولنا يا حضرة الإمام .... هل من قصص أخرى
القرطبي : نعم في موقعة اليمامة فر المسلمون في أول المعركة فقام رجل من المسلمين فحفر حفرة وارته إلى وسطه ووضع نفسه فيها و قاتل حتى قتل و ذلك حتى يثبت المسلمين من خلفه ، و في غزوة مؤتة عقر جعفر بن أبي طالب فرسه حتى لا يفكر في الفرار و قاتل حتى قتل ، و قصة أخرى روى أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا قال فلك الجنة فانغمس في العدو حتى قتل .
و في صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار و رجلين من قريش فلما أرهقوه قال من يردهم عنا و له الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة و في غزوة الحديبية حين بايع الرسول المسلمين بيعة الرضوان تحت الشجرة قال نفر من المسلمين بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على الموت و قال آخر بايعناه على ألا نفر و المحصلة واحدة .
و في وقعة اليرموك قال عكرمة بن أبي جهل من يبايعني على الموت فبايعه عمه الحارث بن هشام و ضرار بن الأزور في 400 من وجوه المسلمين و فرسانهم فقاتلوا قدام فسطاط خالد بن الوليد حتى أثبتوا جراحه و قتلوا إلا ضرار بن الأزور
القاضي : هذا يكفي يا سيدنا الإمام .
القرطبي : الأمثلة على ذلك كثيرة و هذا غيض من فيض
النيابة : و لكن يا حضرة الإمام أولئك كانوا يقذفون أنفسهم على العدو فيقتلهم الأعداء و لا يقتلون أنفسهم بأيديهم كما يفعل هؤلاء الشباب .
القرطبي : المهم هي الفكرة و الاستعداد للموت في سبيل الله و بيع النفس رخيصة لله أما الوسائل فهي تختلف من زمان لآخر و قد سبق أن قلت لو كان عند الصحابة متفجرات لسمعت الأعاجيب .
الدفاع : و أي فرق بين من يضع ظهره فرشا لتلقي السهام عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو يتلقى السهم بيده و بين من يحمل المتفجرات ليقتل أعداء الله .... إنها نفس الصورة
النيابة : ولكن هذا الفهم للنصوص هو فهمك وحدك سيدي الامام و لم يقل به أحد من علماء المسلمين غيرك .
القرطبي : و هل قرأت لغيري من علماء المسلمين ... إليك ما يقول علماء المسلمين
قال قاسم بن مخيمرة من علماء المالكية : لا بأس أن يمل الرجل وحده علىالجيش العظيم إذا كان فيه قوة و كان لله بنية خالصة لوجهه فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة
و قيل إذا طلب الشهادة و خلصت النية فليحمل فإن مقصوده واحد من العدو و ذلك بين قوله تعالى " و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله "
و قال ابن خوبر منداد من علماء المالكية فأما أن يحمل الرجل على مائة أو جملة من العسكر فلذلك حالتان فإن علم و غلب على ظنه أنه سيقتل و لكنه سينكى نكاية و سيبلى أو يؤثر أثرا ينتفع به المسلمون فجائز ، و هل هناك أعظم نكاية أكثر مما يقوم به يحيى عياش و تلاميذه .
و قال محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة لو حمل الرجل الواحد على ألف من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو فإن لك يكن كذلك فهو مكروه لأنه عرض تفسه للقتل في غير منفعة للمسلمين و من كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنعه فلا يبعد جوازه و لأن فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه و إن كان قصده إرهاب العدو و ليعلم صلابة المسلمين في الدين فلا يبعد جوازه و إذا كان فيه منفعة للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز كلمة الله و توهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين بقوله " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله " إلى غيرها من الآيات التي مدح الله بها من بذل نفسه .
النيابة : أول مرة أسمع هذا الكلام .
القرطبي : و هل سمعت غيره إنك لا تقرأ إلا قوانين فرنسا أما قوانين الإسلام فلا تعرفون عنها شيئا .
النيابة : و لكن أعمال يحيى عياش لا تضر باليهود و لكن تضر الفلسطينيين فماذا يعني قتل 10 أو 20 من اليهود بينما يتبع ذلك الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين ؟
القرطبي : يبدو أنك لم تسمع ما تحدث أعمال يحيى عياش من الرعب في قلوب أعداء الله الغاصبين لمقدسات المسلمين إنني أكاد أطير في قبري فرحا بما تحدث هذه الأعمال من رعب في قلوب المحتلين اليهود أعداء الإنسانية و قتلة الأنبياء .
القاضي : لمحامي الدفاع هل عندك شهود آخرون ؟
الدفاع : تعم الشيخ محمد الشربيني الخطيب من علماء الشافعية في القرن العاشر تفضل يا سيدي الشيخ .
القاضي : ما لديك يا سيدي الشيخ ؟
الشربيني : سمعت مجموعة من المجرمين الصليبيين و الصهاينة يتحدثون عن قتل النساء و الأطفال و نسوا ما يفعلون بأطفالنا و نسائنا و كأن هذا الأمر حلال لهم و محرم علينا و حتى لا تكون حجة على المسلمين يقيدوننا بينما تنطلق أيديهم الآثمة بكل وسائل الدمار ضد أطفالنا و نسائنا أحب أن أوضح لكم رأي علماء المسلمين في هذه المسألة .
لا يجوز قتل النساء و الصبيان للنهي عن ذلك كما ورد في الصحيحين و لقد استثنى العلماء من ذلك عدة حالات
الأولى : إذا قاتل النساء و الأطفال يجوز قتلهم و أنتم تعلمون أن نساء اليهود كلهن مجندات في الجيش أما كبار السن عندهم فهم من جنود الاحتياط في الجيش .
الثانية : في حالة الضرورة إذا اتخذهم الكفار درعا بشريا يحتمون به من المسلمين فلا يجوز للمسلمين أن يعطلوا جهادهم لهذا السبب
الثالثة : إذا سبت المرأة الإسلام و المسلمين لظهور النساء منها و هذا كما فعلته المستوطنة المجرمة في الخليل التي أساءت إلى القرآن و إلى الرسول صلى الله عليه و سلم .
الرابعة : إذا كان لها رأي في القتال و تحرص عليه و نحن نعرف أن اليهوديات يشاركن في العمل السياسي و تحريضهن ضد العرب أشد من تحريض الرجال ولا تنسى جيئولا كوهين
و يقول الإمام النووي و هو من كبار علماء الشافعية : ويجوز حصار الكفار في البلاد و القلاع و إرسال الماء عليهم و رميهم بنار و منجنيق و تبييتهم على غفلة فإن كان فيهم مسلم أسير أو تاجر جاز ذلك على مذهب الشافعية .
النيابة : يكفي هذا أنت تريد أن تفتح مدرسة فقهية
الشربيني : ما دفعني إلى ذلك هو محاولتكم تشويه صورة الجهاد و المجاهدين المؤمنين و محاولتكم في وسائل الإعلام المتاجرة بدم واحد أو غيره من المسلمين قتلوا في عمليات يحيى عياش و إخوانه و لذلك يجب أن تسمعني و يسمعني أبناء الإسلام ليكونوا على بصيرة من دينهم و جهادهم .
القاضي : تفضل يا سيدي الشيخ
الشربيني : يقول الله تعالى " و خذوهم و احصروهم " و في الصحيحين أنه صلى الله عليه و سلم حاصر أهل الطائف و روى البيهقي أنه نصب عليهم المنجنيق و يقاس به فيما معناه من وسائل التخريب و الدمار و من دون شك أنه كان في الطائف من النساء و الصبيان .
و كذلك في جواز الغارة على المشركين ليلا و هم غافلون فقد ورد في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه و سلم أغار على بني المصطلق و سئل عن المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم و ذراريهم فقال هم منهم .
القاضي : و لكن شوارع اليهود فيها الكثير من العمال و التجار المسلمين
الشربيني : لقد وضح النووي ذلك فقال : فإن كان فيهم مسلم أسير أو تاجر جاز ذلك و أزيد المسألة وضوحا
يجب أن لا يمنعنا من الجهاد وجود المسلمين عندهم أو أي حيلة يتخذها الأعداء ليمنعونا من مجاهدتهم فإننا لو فعلنا ذلك لأذلونا و كنا بلهاء و هناك احتمال أن لا يصاب المسلم فإذا أصيب فهو شهيد .
وإذا تحصن الأعداء بنساء المسلمين و صبيانهم حتى لا نقاتلهم جاز لنا قتالهم حتى يفتح الله على المسلمين و من باب أولى إذا كان ذلك التحصن بنساء الكفار و أولادهم و لا يجوز أن نسلم أنفسنا لمكر اليهود فهم يقتلون منكم النساء و الأطفال كما يشاءون و إذا قتلتم أطفالهم و نساءهم ملأوا الدنيا ضجيجاً
الدفاع : بارك الله فيك يا شيخ لقد عرفتنا من ديننا ما لم نكن نعرف
الشربين : إن شئتم زدتكم تفصيلا
القاضي : يكفي ذلك يا شيخ و حبذا لو وضحت ذلك للجماهير المسلمة من خلال الراديو و التلفزيون و الصحف
الشربيني : إن مثلي ممنوع من تلفزيونكم و صحفكم و لكن للأسف مفتوحة لعلماء السلاطين من المطبلين و المزمرين .
القاضي : محامي الدفاع هل عندك شهود آخرون
الدفاع : نعم تفضلي يا أم محمود
أم محمود : كلما وقعت عملية من عمليات يحيى عياش أتذكر يوم كنت ذاهبة إلى العيادة مع جارتنا و أنا أحمل محمود الرضيع على إيدي و هي تمسك بولدها عادل في يدها ، وإذ بزخات الرصاص تنصب علينا من الجنود اليهود و هم يطاردون شباب الانتفاضة فقتل ابني محمود و أصبت أنا و قتلت جارتي أم عادل و جرح ابنها عادل و حين أرى اليهوديات يبكين على أولادهن في التلفاز أقول خليهن يبكين و يذقن الحسرة مثلما ذقت و يتيتم أولادهن مثل ما تيتم عادل ابن جارتنا الله يرحمها ، هم أولادهم أولاد و احنا أولادنا خشب هو إحنا لقيناهم في الطريق إحا بنتعب فيهم و بنحملهم تسعة أشهر كباقي نساء الدنيا
و بعدين قاللي يا حضرة القاضي إنتو جايين تحاكموا يحيى عياش ليش ما تحاكموا الجواسيس اللي دمروا شعبنا و دبوا أولادنا في السجون و باعوا أراضينا لليهود يا عيب الشوم تبدلت غزلانا بقرود
القاضي : وكيل النيابة هل لديك أسئلة للشاهدة
النيابة : هذا المحامي انتقى هذه المرأة الثكلى متعمدا لأنه يعرف أنها لن تتسامح ، لا أريد أن أسألها لاأريد أن تدعي علي
القاضي : هل لديك أقوال أخرى يا أم محمود
أم محمود : يكفي ذلك فأسيادي العلماء وضحوا موقف الدين الله يحميهم و ينصرهم على من يعاديهم
القاضي : محامي الدفاع هل عندك شهود آخرني
الدفاع : نعم تقدمي يا خديجة
خديجة : لقد أصابني جنود الاحتلال برصاصة في ظهري و أصبت بالشلل و أنا عمري ستة سنوات في الانتفاضة و كلما ذهيت إلى مركز المعاقين يذهلني العدد فلست وحدي التي أصيبت و حين أرى في التلفزيون المصابين و المصابات من اليهود و ضجيج العالم حولهم أقول ما أظلم هذا العالم ألم يسمع بنا ألم يرانا و جنود الاحتلال يطلقون النار علينا ألسنا بشر هل نحن حشرات .
و الله لا يخفف عني ألمي إلا لما أسمع شباب الكتائب عملوا عملية ضد اليهود فأقول خليهم يعانوا مثلما أعاني حتى يعلموا أننا بشر و لنا حقوق
و الله بدعي ليحيى عياش ليل و نهار ربنا يتقبله في الصالحين و بدك الصحيح لو أعرف وين اللي بيجندوا للعمليات الاستشهادية لأروح لهم و أنا مستعدة لأن أحمل متفجرات في عجلتي هذه
القاضي : محامي الدفاع هل من شهود آخرين
الدفاع : يكفي ذلك يا سيدي
النيابة : إن العمليات التي يقوم بها يحيى عياش تسبب الطوق الأمني و يمنع اليهود العمال من الدخول فتضبق سبل العيش علىالناس و تكثر البطالة و كذلك ينتقم منا اليهود بقتل أبنائنا و نسائنا و لا تنسى الرأي العام العالمي الذي يتهمنا بالإرهاب
القرطبي : ( بترتيل جميل ) " لتبلون في أموالكم و أنفسكم و لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب و من الذين أشركوا أذى كثيرا و إن تصبرو ا و تتقوا فإن ذلك من عزم الأمور "
صبي صغير من الحاضرين : لقد تعلمنا في درس الدين في المدرسة أن الكفار حاصروا رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه في شعب أبي طالب 3 سنين حتى أكلوا ورق الشجر هو احنا أحسن منهم لازم نصبر زيهم حتى ينصرنا ربنا .
النيابة: هذه الأمور ثقيلة على الشعب و يصعب تحملها
القرطبي: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب "
النيابة: إن اليهود و أمريكا و العالم العربي كلهم يتغلون هذه العمليات لتشويه صورتنا و لا بد أن نحسن صورتنا أمام العالم
القرطبي: " و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع متلهم ، قل إن هدى الله هو الهدى و لئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من و لي و لا نصير "
(( يطرق القاضي حزيناً و ينظر حوله في ذعر و أسى ))
النيابة: نحن في انتظار الحكم مالك أما كونت رأيا بعد أراك حزيناً
القاضي: إن ما يحزنني أن يوجد في شعب فلسطين من يعتقد أن يحيى عياش يحتاج إلى محاكمة
(( يبكي و يخلع عباءة القضاء و يرميها بعصبية و يقول )):
يحيى عياش هو مرجع القانون في هذا البلد ......... لست فلسطينيا إن فعلتها .... لست فلسطينيا إن فعلتها
تدخل فرقة النشيد
يحيى عياش ... يحيى عياش
من هذا الأسد الرابض في الأحراش