منتدى التربية المسرحية
منتدى الذوق الرفيع يدعوك ان تكون ضمن اسرتنا وشارك معنا كى نتعلم منك *فى الشعر *والمسرح والادب واهلا بك
منتدى التربية المسرحية
منتدى الذوق الرفيع يدعوك ان تكون ضمن اسرتنا وشارك معنا كى نتعلم منك *فى الشعر *والمسرح والادب واهلا بك
منتدى التربية المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لاخصائى التربية المسرحية بادارة قطور التعليمية وكل من يحب المسرح
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
استغفر الله العظيم من كل ذنب اذنــبــــتـــه و من كل فرض تركـــــتــه و من كل انسان ظلـمـتــــه , أستغفر الله العظيم الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه
تنوية : الاعضاء الذين لم يستطيعوا تفعيل عضويتهم  سيتم تفعيل العضوية من المنتدى مباشرة وما عليك الا الدخول بالاسم والباسورد الخاص بك. مع تحيات الادارة ونرحب بكل اقتراحاتكم للنهضة بالمنتدى  **** ترحب ادارة المنتدى بكل الاعضاء الجدد الذين اشتركوا معنا وادارة المنتدى على اتم الاستعداد للرد والمشاركة فى اى موضوع  او استفساريخص المسرح


 

 مسرحية السـجـن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح
Admin
صلاح


عدد المساهمات : 436
نقاط : 1001
تاريخ التسجيل : 07/11/2009

مسرحية السـجـن Empty
مُساهمةموضوع: مسرحية السـجـن   مسرحية السـجـن I_icon_minitimeالإثنين فبراير 13, 2012 4:51 pm

مسرحية
السـجـن


تأليف/ أحمد بنداري
(لغة الحوار / العامية المصرية)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المكتبة الالكترونية للنصوص المسرحية



المنظر: ديكور بسيط يوحي بأننا في أحد السجون التابعة للشرطة

(يدخل العسكري دافعاً أحد المتهمين "مرسي" داخل العنبر)



العسكري : يلا يا متهم.. جتكوا البلاوي



مرسي : تاني يا عم؟!.. مش المخرج قالك زقة جامدة شوية؟!



العسكري : هص.. انت بتقول ايه؟!.. العرض بدأ والناس قاعدة تتفرج!



مرسي : ما انا عارف يابا.. والناس دي أكيد مش مقتنعة بالزقة اللي

سعادتك يا محترم زقتهالي



العسكري : ليه بقي ان شاء الله؟!



مرسي : هو انت ياعم بتزق واحد داخل كافتريا ولا فندق؟!.. دا سجن يابا.. اصلاح وتهذيب.. وأحياناً تأديب.. وأحياناً لسع عالقفا.. ياسلام كده علي ايد مخبر ربنا طارح فيها البركة وهي بتطرقعلك كده.. ياااااااه



العسكري : ماشي يا مرسي اللمض.. نعيده تاني م الأول.. يلا تعالي



( يخرجان ويقومان باعادة الحركة مع دفعة قوية جداً يندفع علي أثرها مرسي أرضاً)

مرسي : ينصر دينك.. هو دا السجن اللي أنا أعرفه.. ما علينا.. شكراً يا عم علي كده.. خلينا نبدأ بقي.. (ينظر حوله).. بس ايه ده؟!.. هو السجن ماله فاضي كده؟!.. هو أنا لوحدي المجرم ف البلد دي ولا ايه؟!.. لأ.. كده مينفعش.. أقولوكو.. استنوا

حبه.. نغير المنظر ونرجع كمان شوية.. يمكن يكون اتملي بناس ملايكة زيي كده.. (يخرج)



(إظـــــــــلام)



المنظر : ديكور بسيط لأحد منازل مصر القديمة ذات الطابع الشعبي الفقير



(تدخل الأم"محاسن" وهي تحمل صينية عليها كوبان من الشاي لها ولزوجها "السيد" )



محاسن : (وهي تقلب الشاي).. الشاي يا ابو صابر.. ابو صابر!!



السيد : ها؟!.. معلش يا محاسن.. كنتي بتقولي حاجة؟!



محاسن : الله ياابو صابر.. اللي واخد عقلك يا حاج..



السيد : والله زمان يا حاجة.. فاكرة.. (يتذكر).. "اللي واخد عقلك غيري يا ابوالسيد؟!".. ياااه.. زمن.. فاكرة الكورنيش؟!



محاسن : شوف الراجل؟!.. طب ما أنا جنبك أهو.. ها.. فيه ايه ف الجرنان النهاردة.. سمعني أخبارك يا حاج



السيد : زي كل يوم يا محاسن.. زي ما بيقولوا.. "لا جديد تحت الشمس".. الهم مالي الأخبار.. والناس عايشه وشايلة.. دا انا عيني مققت م القرايه.. عمال أدور للواد صابر علي أي شغلانة فاضية.. اه يا حاجة.. إلا صحيح مش سامعله حس النهارده يعني؟!



محاسن : ياحبة عين أمه نزل من صباحية ربنا.. بيقول هايعدي علي حاتم صاحبه ويروح معاه يشوفوا شغلانة جديدة الواد حاتم بيقول إنها لقطة



السيد : أهو مش جايب ابنك ورا الا اللي اسمه الزفت حاتم ده



محاسن : ايوه صحيح يا حاج.. بس هاتعمل ايه بقي.. صابر روحه فيه.. وانت عارف الواد مالوش اخوات وهو اللي حيلتنا ف الدنيا.. وصابر قلبه أبيض يا حاج..



السيد : ماهو دا اللي مجنني يا محاسن.. والله لو كان باديا كنت ضربتله الأرض طلعت دهب.. لكن زي ما انت شايفه.. بعد المعاش

الواحد قاعد لا شغله ولا مشغله.. العين بصيره والايد قصيره.. حتي القرشين بتوع أول كل شهر.. ماينفعوش



(في هذه اللحظة يدخل صابر)



محاسن : أهو صابر رجع أهو يا حاج..



صابر : (في نكد واضح) ازيك ياما.. ازيك يابا؟



السيد : مالك يابني.. شايل طاجن ستك كده ليه؟!.. امك قالتلي انك كنت مع اللي ما يتسمي حاتم بتشوفوا شغلانه كده جايبهالك



صابر : (مقاطعاً).. أنا معرفش يابا انت ليه قارش ملحته كده.. حاتم بيحبني وبيخاف عليا.. وبعدين انا مكنتش معاه النهارده..



محاسن : مش انت قايلي انك نازل معاه يا بني؟!



صابر : أيوه ياما.. عديت عليه الصبح لقيته بعافية شوية.. وقالي روح انت لوحدك



السيد : والشغلانة دي فين يابني؟!



صابر : زي ما تكون يا حاج.. هو الواحد لاقي؟!



السيد : ايوه يابني بس انت مينفعش تبهدل نفسك ف أي شغلانة كده

ولا كده يعني



صابر : يعني أنا كنت لاقي وقلت لأ يا حاج.. ماهو علي يدك.. من ساعة ماتخرجت وكعب داير علي كل حته فيكي يا مصر.. تصدق بالله ياحاج؟!.. أنا بقيت مكسوف م الشهادة اللي معلقها جوه دي.. ولا شغله ينفع أشتغلها بيها.. وكأن الخلق كلها عايزة تنسيني اللي اتعلمته ف الجامعة!



السيد : قلقتني يابني.. هاتشتغل ايه ماتتكلم..



صابر : عارف يابا محل الأكل اللي ف آخر الشارع.. الواد اللي كان شغال ع الفيزبا سافر بره..



محاسن : يا لهوي يابني.. تسرح بفيزبا ع البيوت؟!



صابر : الشغل مش عيب ياما.. والايد البطاله نجسه



السيد : ايوه يابني بس.. .



صابر : والله يابا لو عند حل قولهولي.. ماتآخذنيش يابا ما انت بتتكلم من زمان.. ومن ساعة المعاش وانت قاعد هنا.. عملتلي ايه يعني؟!



السيد : (في تأثر أبوي).. كده يا صابر؟!.. الله يسامحك.. يعني دا ذنبي يابني؟!



صابر : (يتراجع).. أنا آسف يابا.. ينقطع لساني ولا كنت قلتها.. ابوس

ايدك سامحني يابا.. (يفعل)



السيد : (يحتضنه)مسامحك يابني.. وحياتك حاسس بيك.. بس غصب عني

محاسن : (في عتاب واضح).. متقولش كده يا ابو صابر.. يعني هو ده جزاتك انك ربيت وعلمت وكبرت؟!



صابر : ما كفايه بقي ياما.. أنا اللي فيا مكفيني.. (يوجه الحديث للأب).. عشان خاطري يابا.. سيبني أجرب.. وربنا يسهل



السيد : براحتك يابني.. بس أنا كان بودي أشوفك أحسن واحد ف الدنيا..

ربنا يكرمك يا بني



(إظـــــــلام)



المنظر : جانب المسرح الأول ديكور منزل صابر و الجانب الثاني مكتب يجلس عليه موظف



(يضاء النصف الثاني ويدخل صابر علي الموظف)



صابر : سلامو عليكم



الموظف : سلام ورحمة الله.. اتفضل.. ايتها خدمة؟



صابر : أنا كنت جاي بخصوص موضوع الشغلانة الفاضية



الموظف : لامؤاخذه يا محترم.. شغلانة ايه بالظبط؟!



صابر : الشغلانة بتاعة الفيزبا!



الموظف : اااه.. بس خسارة.. اتخدت يا بيه.. فرصة تانية بقي



صابر : ازاي؟!.. دا انا كنت هنا امبارح وقالولي بره انها لسه موجودة.. وحاتم مكلمني النهارده وقاللي انه مخلصها مع الناس هنا ف المحل!



الموظف : (بانتباه شديد) حاتم؟!.. حاتم مين يا.. .. .. الا انت اسمك ايه؟!



صابر : صابر..



الموظف : صابر حاف كده من غير ألقاب؟!



صابر : صابر السيد



الموظف : واللي اسمه حاتم ده اسمه حاتم ايه؟!

صابر : حاتم عواد



الموظف : أهلاً أهلاً بريحة الحبايب.. مش تقولي كده م الأول.. حاتم كلمني عنك كتير.. إزيك يا عم صابر؟!



صابر : أنا كويس بس.. .



الموظف : تشرب ايه الأول؟!



صابر : شكراً.. بس هو سيادتك تعرف حاتم؟!



الموظف : حاتم دا اخويا وصاحبي.. أمال؟!.. (يضحك).. دا احنا يا ما كلنا مع بعض عيش وملح



صابر : دا شئ عظيم.. حاتم برضه زي اخويا



الموظف : طبعاً طبعاً.. هو واد جدع ويستاهل(بحده ثم يتدارك نفسه).. كل خير.. اه.. كل خير.. المهم.. حاتم قالي انك واد مفتح وتحب القرش.. وبيقول كمان انه ضامنك زي عنيه



صابر : مش أما نشوف القرش دا الاول؟!



الموظف : (يصطنع الضحك).. لأ دمك خفيف يا صابر.. أن كان ع القرش هاتشوفه وهايبقي بدل القرش عشره.. لأ.. ميه.. بس تشغل مخك معايا وانت تاكل قشطة وملبن.. قوللي.. حاتم كلمك ع الشغلانة؟



صابر : طبعاً.. (وقد بدأ الشك يتسرب داخله).. بس هي الشغلة ايه بالظبط؟!



الموظف : (ببلاهة).. توصيييل.. مجرد توصييييل.. هتاخد القرش وتوصل القرش

صابر : (باشمئزاز) قرش ايه وبتاع ايه؟!.. أنا مش فاهم حاجة!



الموظف : (وقد أخرج من درج المكتب كيس مخدرات) وآآآآدي القرش!



صابر : (منزعجاً).. ايه ده؟!



الموظف : كيف.. مزاج.. هايكون ملح يعني؟!



صابر : (وقد أمسك به من عنقه وهو يهزه منفعلاً) آآه يا ابن الكلب.. هي وصلت بيك البجاحة والسفالة لكده.. لكن العيب مش عليك.. حاتم.. يانهار اسود.. حاتم الكلب.. بعد كل ده يطلع كده؟!.. أوساخ.. كلكم أوساخ!



الموظف : (وقد بدأ صوته يختنق) الحقوني.. ال.. حق.. و.. ن.. ي



(تكون مجموعة قد دخلت والموظف يسقط أرضاً ميتاً)



ممثل1 : ياحول الله يارب .. الراجل مات!



صابر : ايه؟!.. مات؟!



ممثل2 : امسكوه.. يا مجرم يا قاتل



(تنقض مجموعة علي صابر ويلقون القبض عليه)



ممثل3 : حد يكلم النجده يا جماعة.. الراجل مات يا اخوانا!



(إظلام علي هذا الجانب ثم يضاء الجانب الأول "منزل صابر")



محاسن : ياخراب بيتك يا سيد.. ياخراب بيتك يا سيد



السيد : لا اله الا الله.. فيه ايه يا حاجة؟!



محاسن : الواد صابر قبضوا عليه!



السيد : ايه؟! انت بتخرفي بتقولي ايه؟!.. لا يمكن أبداً



محاسن : لسه مكلمني م القسم



السيد : قسم؟!.. الواد عمل ايه يا حاجة؟!



محاسن : الواد هايروح مننا يا حاج!!



السيد : بقولك عمل ايه؟!



محاسن : (بهستيرية).. الواد هايروح مننا يا حاج!!



السيد : (بصوت أعلي).. بقولك عمل ايه؟!



محاسن : بيقولوا موت الراجل بتاع محل الأكل..



السيد : ايه؟!.. مش ممكن.. مش ممكن



محاسن : قال ايه عرض عليه شغلة بطالة



السيد : عملها حاتم ابن الكلب.. طب هدي روحك يا حاجة.. انا رايح اشوف فيه ايه..



(إظلام علي هذا الجانب ويتحرك الأب بعرض المسرح إلي الجانب الآخر ويكون المكتب قد تحول إلي منصة محكمة وصابر يقف كمتهم وعندما يصل الأب يضاء حول المنظر)



القاضي : حكمت المحكمة حضورياً علي المتهم بالسجن خمس سنوات.. رفعت الجلسة



صابر : لا.. لا.. لا



السيد : صابر.. لأيابني.. دا حرام يا ناس.. لأ يابني بتنادي ومين يسمع غدر الصديق يوجع

يارب يا سامع.. .. طيب جروح القلب

صابر بقلب الناس.. .. يزرع زهور الحب



راسم علي عيونه.. .. سكة محبة ونور

صاحبه اللي بيخونه.. .. طير والجناح مكسور



بتنادي ومين يسمع غدر الصديق يوجع
اظلام
منظر : ديكور عنبر السجن



(يكون العنبر قد امتلأ بمساجين غير مرسي)



مرسي : أهو كده الشغل.. آدي زمايلنا أهما.. واللعبه هاتحلو



(يدخل العسكري ويدفع صابر داخل السجن)



العسكري : يلا يا متهم.. جتكوا البلاوي



مرسي : براحه عليه يا عم انت.. ياما ف الحبس مظاليم



العسكري : واد يا مرسي.. بطل لماضه.. هو السجن ماهدكش ياض؟!



مرسي : بالعكس.. أنا السجن ربي جوايا مشاعر حلوة.. معاك ان هو حياه جامدة.. فيها قوة وقهر.. بس أنا ف رأيي انه قهر أخف بكتير من قهر بره.. بس بعيد عنك يا شاويش القسوة دي متجيش حاجة جنب قسوة مأمورة السجن.. (ينظر للجمهور).. ماتستغربوش.. آه مأمورة.. واحدة ست.. مش احنا ف زمن المرأة؟!.. واللي عنده اعتراض يا اخوانا يقول.. (موجهاً كلامه لصابر).. عندك اعتراض يا أخ؟!



صابر : مين؟!.. أنا؟



مرسي : أمال أنا؟!



(في هذه الأثناء ينصرف العسكري)



صابر : والنبي تسيبني ف حالي.. انت شكلك فايق!



مرسي : طب نتعرف يا أخ



صابر : صابر.. اسمي صابر.. خلاص ارتحت؟!



مرسي : طايب يا عم.. ومالك طالع فيها قوي كده؟!



فايد : استني يا عم مرسي.. الراجل شكله مضايق قوي.. (موجهاً كلامه لصابر).. محسوبك فايد.. 3 سنين.. متلبس ف قضية رشوه م اللي قلبك يحبها.. قلتله ربع مليون قليل وماينفعش.. ابن اللي بارم ديله بلغ عني.. لا يا أخي وشوف البخت.. م ت ل ب س.. الأخ بقي تخصص خزاين ولا ( يمثل ) سفاح؟!



(صابر ينظر اليه باستغراب ثم يشيح عنه بوجهه وينصرف)



مرسي : سيبك منه يا فايد الفوايد.. معكش سجاير؟!



فايد : معايا اتنين.. تاخد واحدة.. بس بشرط.. العلبة الجاية ليا فيها تلاته!



مرسي : طول عمرك بتحسبها صح



عبد الله : وهو كده بقي حسبها صح يا مرسي أفندي؟!



مرسي : أفندي؟!.. طب والنبي يا جعران ناولني المنشة والطربوش من

عندك.. (يضحك)



جعران : من عيوني يا معلمي.. انت تؤمر



عبد الله : شئ سخيف قوي يا مرسي.. كل شئ عندك واخده بسخريه.. الحياه أكبر من كده بكتير

مرسي : والنبي خليك ف الثقافة اللي ودتك ف داهيه دي

عبد الله : تقصد ايه يا مرسي؟!.. الزم حدودك

مرسي : حوش يا حواش.. معدش إلا اللي بتقول عليهم دول "المهمشين" اللي هايتكلموا



عبد الله : المهمشين؟!.. أما انت انسان بارد صحيح (ويهم نحوه)



(يتقدم منصور ليحول بينهما )



منصور : هدي خلقك يا عم عبد الله.. مرسي ميقصدش.. انت عارف انه دايماً كده واخدها تريقه.. الله.. ماتهدي خلقك أمال!



مرسي : لا والنبي سيبه يا عم منصور.. الوحش هياكلني ياما!



صابر : ماكفايه بقي.. الراجل مغلطش!



مرسي : الله الله الله.. المستجد طلعله صوت من أولها ياض يا جعران



جعران : لا يا خويا.. فوق لنفسك.. انت قدامك كتير قوي علي ماتتكلم.. فاهم يا نونو؟!.. والله وشوفنا.. القوالب نامت والانصاص قامت



صابر : ماتلم نفسك بقي.. (يهم نحوه)



(يتدخل عبد الله)



عبد الله : اهدي يا أخ صابر.. تعالي معايا نقعد هناك.. عايزك ف كلمتين



(يذهبان الي الجانب ويجلسان)



عبد الله : إلا انت ايه حكايتك بقي يا عم صابر؟!

صابر : الزمن الاغبر..



عبد الله : (مقاطعاً) احنا اللي بنعمل الزمن يا صابر.. مش الزمن اللي

بيعملنا



صابر : انت ايه بالظبط؟!.. من اول ما دخلت هنا وانا شايف ان كلامك مش راكب لا مؤاخذه ع البيئة الوسخة دي.. (ينظر حوله ليجد مجموعة من الكتب/ يلتقط كتاباً).. وايه ده؟!.. "حياتي في الشعر" لصلاح عبد الصبور.. "إلي مسافره" فاروق شوشه.. هما مش بايني دول شعرا؟!



فايد : (من بعيد) الأخ فاكر نفسه ف مكتبة الأسره



مرسي : لا وانت الصادق سجن الأسره.. ما كل حاجة دلوقتي بقت للأسره!



صابر : (بهمس) هو ماله مرسي؟!



عبد الله : مرسي كان شاب ممتاز.. ف كلية تجاره.. حب بنت كانت أصغر منه بدفعه.. حبها قوي.. وهي كمان حبته.. اخر سنة راح يخطبها من ابوها.. تعرف حصله ايه؟!



صابر : (بانتباه) ايه؟!



عبد الله : أبوها كان راجل غني قوي.. م اللي بيقولوا عليهم رجال أعمال



منصور : (يقترب منهما) وأنا برضه من رجال الأعمال



عبد الله : أعمال الدجل والسحر والشعوذة



منصور : (لصابر).. بيقولولي هنا منصور.. بس انا اسمي الحقيقي عيد.. رجل أعمال كبير قوي.. اعمل العمل من دول للست جوزها يبقي ولا الفراخ اللي جالها انفلونزا الطيور.. هاتسألني سموك منصور ليه؟!.. أقولك انا يا سيدي.. كنت دايماً بقول للي يمشي من عندي "منصور منصور باذن الله منصوووور".. المهم مش موضوعنا.. وف ليله شؤم (ينظر للسماء).. الله لا يرجعها.. طبوا علي اخوك وقفشوه وهو ف عز مجده.. وأديني أهو.. معاك اربع سنين.. اكملك بقي حكاية مرسي.. تعرف أبو البت عمل فيه ايه؟!.. اتلبستله قضيه سرقة امتحان.. وعرف يميل دماغ البت ان الواد طمعان فيها.. بت اللي ما يتسمي سابته.. وهو وحياتك شهر.. اتخطبت لواحد تاني



صابر : بس هو غلطان برضه.. المفروض كان يبقي عنده تمييز!



منصور : ما هو انت يعني لو كان عندك تمييز مكنتش شرفت هنا



صابر : (يسكت ويفكر) علي رأيك



عبد الله : ناولني الكتاب اللي عندك ده بتاع صلاح عبد الصبور..



صابر : (وهو يفعل) إلا انت مقلتليش..



(يدخل الشاويش مقاطعاً وينادي علي الغداء)



العسكري : يلا يا روح أمك منك ليه.. الغدا يا ملاعين.. يلا يا عمنا



يا دنيا يا غربتي فيكي

معرفتش ألحق فرحتي بيكي



وشوش الناس بتتكلم.. .وسوط السجن بيعلم

ونتكلم.. .ولا يسمعنا ناس

تراب السجن ف عيوني قمر وناس



يا دنيا يا غربة الأيام

دنيا غريبة.. .فيها الحقيقة بكام

والقضية هي هي.. .وكله كلام



يادنيا يا غربتي فيكي

معرفتش ألحق فرحتي بيكي



(إظـــــلام)



المنظر : مائدة طعام السجن "الطويله" يجلس عليها المساجين يأكلون ويتبادلون الحديث



فايد : يادي العدس اللي واحد معدته حمضت من أبوه



جعران : يا عم احمد ربنا.. غيرك بره مش لاقي لقمة العيش



فايد : الله يرحم أيام زمان.. أيام العز.. الواحد لما كان زبون من إياهم يعزمه عزومه.. كانت تبقي هي العزومه.. إشي لحمه وفراخ ورز.. يااااه.. كات أيام



مرسي : حيلك حيلك.. انت بتحلم؟!.. كل كل.. الكلام ده بتاع العالم الأول.. إنت

هنا ف العالم التالت



صابر : (يضحك ويلتفت لعبد الله بجواره).. مقلتليش يا عبد الله.. إنت ايه

حكايتك بقي؟



عبد الله : عارف يا صابر؟.. شايف رغيف العيش المدود اللي قدامك ده.. لو حطينا عليه شوية كريمة وزوقناه.. مش هايبقي شكله حلو

وممكن يتاكل كمان؟!



صابر : طبعاً.. تقصد ايه؟!



عبد الله : أنا كنت ف كلية آداب قسم لغة عربية.. كنت شاطر.. وبكتب شعر حلو قوي.. بعد اما اتخرجت.. حبيت أقدم نفسي ف ندوة ادبية كان حاضرها واحد عامل بالظبط زي رغيف العيش المدود ده



صابر : فهمتك



عبد الله : عجبته قوي.. والراجل اتحمسلي.. قاللي هات كل اشعارك.. وفص

ملح وداب.. إني أعرف له طريق؟!.. ولا الجن الازرق.. اختفي



صابر : وبعدين؟



عبد الله : الأيام مرت ونسيت الموضوع ده خالص.. وطبعت أول ديوان

شعر ليا



صابر : شئ عظيم



عبد الله : حضرتك بقي بعديها باسبوع.. لقيت دعوة محكمة جايالي ع البيت.. اتهام بسرقة مصنف فني مسجل في دار الكتب برقم ايداع أقدم من بتاعي.. بقيت حرامي يا صابر.. واديني معاك أهو.. بناكل عدس!



(فجأة يصرخ جعران)



جعران : لأ يا خويا.. خش ف عبي خش.. دا طبقي انا يا روح امك.. انت هتاكل نصيبك ونصيب غيرك؟!.. هأو



منصور : أنا عملتلك حاجة ياض انت؟!.. جيت جنبك؟!



جعران : ماهو يا إما هاتجيب طبقي بالذوق أو بالعافية!



منصور : عافيه؟!.. طب وريني بقي عافية إزاي.. ثم دا طبقي أنا



جعران : كده؟!.. طب يا معلمي.. يا معلمي.. الحقني يا معلمي



مرسي : ايه يا منصور؟!.. هو يعني انت عشان طول الواد مرتين.. هتستقوي عليه؟!.. انت مش واخد بالك ان وراه ناس تقرقش الزلط.. جعران يعمل اللي هو عايزه.. اديله الطبق

صابر : (لعبد الله) هو مرسي هنا الكل ف الكل؟!



عبد الله : مرسي لمض ولسانه طويل.. والكل هنا بيعمله حساب.. وبيتحكم من بعيد.. تقدر تقول كده ان جعران صورة مصغرة لمرسي معانا. لو تلاحظ.. مرسي مالوش احتكاك مباشر بحد فينا إلا نادراً



صابر : صح.. بس انتو إزاي راضيين إن واحد بس يتحكم فيكو.. مع انك مثلاً يا عبد الله متثقف وشكلك واعي وعندك حكمة..



فايد : (يتدخل) عارفين كل ده يا عم صابر.. بس.. .



صابر : بس ايه.. هو هايبقي بره وجوه؟!



عبد الله : تقصد ايه ببره وجوه دي يا صابر؟!



صابر : لا ولا حاجة



عبد الله : سيبك م التفكير ف موضوع زي ده.. صدقني مش هتوصل لنتيجه.. مدام كلنا بنقعد علي مائدة واحدة.. وبناكل من طبق واحد .. خلاص مفيش مشاكل



صابر : بس فيه فرق بين ان كلنا بناكل من طبق واحد.. وإن مرسي وجعران بياكلوا الاول واحنا ناكل الفتافيت!



مرسي : (وقد سمع بعضاً من الحوار).. نعم نعم؟.. أنا سمعت هلفطة بالكلام هنا.. اللي مش عاجبه يشرب م البحر.. وبلاش النيل.. لانه بتاعنا

ان شاء الله



صابر : مش ملاحظ انك ظريف حبتين يا مرسي؟!



مرسي : مش هارد عليك أنا.. جعران.. وريله شغله



جعران : ماظريف إلا الظريف يا زرافه.. اه لو مش عاجباك اشرب م البحر



منصور : طب أنا كمان مش عاجبني يا مرسي!



صابر : وانا كمان مش عاجبني!



مرسي : لأ بقي.. دا انت شكلك هاتعملنا ارهاب.. ومحتاج علقه تفوقك



(يتقدم نحوهما ويشتبكون بالأيدي إلي أن تدخل مأمورة السجن)



المأمورة: بس ياض منك ليه.. ايه الشغب ده؟!.. هي سايبة ولا سايبة؟! ولا تكونش يا حلوف منك له فاكرها وكالة من غير بواب؟! يا شاويش.. جرجرهملي علي مكتبي حالاً.. يلا.. (تنصرف)



العسكري: عجبك منك له؟!.. أديكو زعلتوا سعادة الباشا منكو.. استلقوا

وعدكو بقي!



مرسي : يا عم الست المأمورة طيبة وقلبها حنين.. دي بتهوش بس



صابر : (يهمس لعبد الله) هو ماله مالي ايده منها كده ليه؟!



عبد الله : اللي انت متعرفوش انه مش مالي ايده منها وبس.. لا.. دا حاططها ف جيبه.. يقولها يمين يمين.. شمال شمال



صابر : مع إنها يعني مأمورة السجن؟!



عبد الله : اسم بس.. انما الفعل ف ايده هو.. افهم بقي



العسكري : يلا يا عم منك ليه.. قدامي.. يلا يا خويا



(إظــــــــــلام)
المنظر : حجرة الست المأمورة والجميع ماعدا مرسي وجعران في انتظار دخولها



صابر : برضه مقلتليش يا عبد الله.. أمال فين مرسي؟!



عبد الله : مرسي يا سيدي متعود يدخل آخر واحد.. بيقول انه مابيستناش حد أبداً



صابر : غريبة! مع انه متخرج م الجامعة وكلامك معايا عنه وعن البت حبها عكس اللي انا شايفه وبسمعه منه خالص



عبد الله : (يضحك).. ما هي دي مش حكايته كلها يا صابر.. لو كان الأمر علي تهمة سرقه امتحانات متلفقه وبت ماتستهلش سابته كان يتحل.. مرسي شاف كتير.. والدنيا علمت علي جتته بكرابيج سوده كحل!



صابر : إزاي يعني؟!



فايد : (يتدخل من بعيد) أقولك أنا إزاي يا سي صابر.. معاك سجارة الأول؟!



صابر : لأ.. ثم انا أساساً مش بدخن



فايد : خسارة.. ما علينا.. شوف يا سيدي.. مرسي دا غويط قوي.. من ساعة ما شرف هنا وعرفنا حكايته دي وأنا مش نازلالي من زور.. تنيتني وراه لحد ما عرفت ايه حكايته من طأطأ لسلامو عليكو



منصور : (مقاطعاً).. لأ يا فايد الفوايد.. مرسي لاهو غويط ولا حاجة.. لو تدقق فيه.. هتلاقي كل حته ف وشه فاضحاه.. ورقة مكشوفة.. تعرفوا هو بيبان غويط ليه؟!.. بصوا للداهية اللي معاه.. الزفت اللي اسمه جعران ده.. مرسي بعد اللي حصلوا بيهرب م الناس.. بيختفي منهم في صورة جعران.. مرسي اتظلم يا اخوانا



صابر : اتظلم؟!.. اتظلم ايه؟!.. دا فارد جناحاته علينا زي الديك الرومي



عبد الله : تعرف يا صابر؟.. شخصية زي مرسي دي انا قريت عنها ف روايات عمنا نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس ويوسف السباعي.. بيقولو عليها شخصية بتنسحب م العالم الخارجي اللي كرهته وتعيش ف عالم خاص.. شخصية بتكره المجتمع



صابر : طب ما كلنا داخلين هنا بنكره المجتمع



منصور : بس مرسي شاف كتير.. بعد اما اتلفقتله التهمه دي.. اتفصل م الكلية.. مفيش كام شهر أبوه مات.. وسابله تلات بنات عايزين ربايه وعلام وجواز وموال كبير.. ولاد الحرام شدوه لشغله بطاله .. وأديك شايف أهو.. مشرف معانا.. متستغربش اني بتكلم عنه كده وانا لسه متخانق معاه.. هي دي الحقيقه



(يدخل العسكري ويعلن وصول الست المأمورة)



العسكري : اتعدل ياض منك ليه.. الست المأمورة جايه حالاً.. اتلم علي

روحك أحسن ألمك



(تدخل المأمورة وتجلس علي مكتبها ويدخل وراءها مرسي ووراءه جعران)



المأمورة : اقعد يا مرسي مع اخواتك.. مفيش حد هنا أحسن من حد



(يذهب مرسي متخذاً مكاناً جانبياً)



المأمورة : طبعاً كالعادة.. جمعتكوا هنا زي كل مره.. عشان نشوف مشاكلكم اللي مبتخلصش دي.. انتو طبعاً عارفين ان انا ديموقراطية جداً.. ويهمني قوي راحتكم وامنكم.. وان مفيش حد يكون زعلان من حد.. والحياه ماشيه بيكم هنا ف هدوء وسلام



(الكل يصــفــق)



المأمورة : اللي انا شفته النهارده ده شئ سخيف.. فاتحينها مجزره بقي انت وهو؟!.. ماسكين ف خناق بعض؟!



صابر : يا فندم..



المأمورة : (مقاطعةً).. متتكلمش من غير اذن يا مستجد انت.. هانسمعكم واحد واحد.. بس نسمع مرسي الاول.. ها يا مرسي؟!.. ايه اللي حصل بالظبط؟



مرسي : كنا قاعدين بنتغدي.. لقينا منصور و صابر قاموا ضاربين الواد جعران يا حبه عيني.. وخدوا منه طبقه.. صح يا جعران؟!



جعران : (مصطنعاً البكاء).. طبعاً يا معلمي.. إهئ إهئ إهئ



صابر : محصلش.. دا كدب.. زور.. محصلش



المأمورة : تاني بتتكلم من غير إذن؟!.. طب أنا كده مضطرة آخد قرار بحبسك حبس انفرادي 48 ساعه.. بس انا قلت إني ديمقراطية .. ناخد رأي زمايلك.. (تنظر نحوهم).. ها موافقين؟



(الجميع لا يرفعون أياديهم إلا مرسي ووراءه جعران)



المأموره : موافقه علي القرار



صابر : ايه اللي بيحصل ده؟!.. مش ممكن.. هو هايبقي بره وجوه؟!



عبد الله : تقصد ايه ببره وجوه بتاعتك دي يا صابر؟!



صابر : لا ولا حاجة



المأمورة : خده يا عسكري.. (يفــعــل)



المأمورة : ودلوقتي بعد انا سمعنا كلامكم كلكم..



منصور : (مقاطعاً).. لكن انا لسه متكلمتش يا سعادة الباشا



فايد : ولا انا



المأمورة : (بحزم).. يعني ايه؟!.. فيه كلام غير كلام مرسي؟!.. (سكوت).. ما تنطق منك ليه.. حد عنده اعتراض علي كلام مرسي؟!.(سكوت) حيث كده بقي.. فقد قررنا نحن الموكلين بأمن السجن : قرار 6666 لهذا العام بفض الاشتباك واعطاء جعران طبق غداء اضافي غداً وكل يوم.. يا عسكري.. كله علي العنبر.. يلا.. الاجتماع خلص



(مرسي وجعران يضحكون بصوت مرتفع.. تنصرف المأمورة ويتبعها مرسي ووراءه جعران)



فايد : بذمتك يا منص.. مش المأمورة دي عماله تاخد قرارات ع الفاضي؟!



منصور : ع الفاضي مين يا بني آدم.. دا قرار أمني!



فايد : يعني فكرك هايتنفذ.. وجعران يا خد طاقة الغدا طاقتين؟!



منصور : ودي عايزه كلام برضه يا فايد.. طبعاً هايتنفذ



فايد : طب ما انا من اسبوعين دبيت خناقه مع جعران لرب السما.. عشان خد مني فرشة نومي.. وسعادة المأمورة خدت قرار برجوعي للفرشة .. ومحصلش.. وزي ما انت عارف.. بنام دلوقتي ع الخيشة



منصور : ياعمي.. يعني هي دي اول مرة؟!



فايد : وهنفضل ساكتين كده؟!



(يدخل العسكري)



العسكري : لأ يا اخويا ميصحش تسكت.. أما عجايب.. مرتشي وكمان عايز

تتكلم.. طب يلا انجر قدامي.. جتكوا البلاوي!



(إظــــــــلام)



المنظر : جانب المسرح الاول يشغله ديكور السجن وجانب المسرح الثاني يجلس فيه صابر وحيداً وقد حبس حبساً انفرادياً



(إضاءه علي الجانب الاول)



فايد : والله صعبان عليا الواد صابر قوي



جعران : ميصعبش عليك غالي يا فايد الفوايد.. بكره تلاقي وراه بلوه كبيره

.. دا شكله ميه من تحت تبن..



منصور : هو انت دايماً كده.. لا بترحم ولا بتسيب رحمه ربك تنزل؟!.. طب استني علي ما نعرف حكايته ايه.. إلا صحيح.. صابر لحد دلوقتي مقلناش أصله وفصله ايه.. صح يا رجاله؟!.. ولا يكون قالك يا عبد الله.. ما هو لازقلك من اول ما شرف هنا..



عبد الله : لا والله ما قال حاجه.. بس بيني وبينكم.. أنا حاسس ان ورا صابر حكاية كبيره وحمل تقيل شايله ف نفسه.. وكمان انا مبحبش اضغط عليه عشان يحكي.. مسيره يفضفض لوحده



مرسي : (يقهقه).. يفضفض.. هو يا بني آدم هيحكيلك قصه حب؟!.. ولا يكونش برنامج "اعترافات ليليه".. حلوه دي



عبد الله : انا متأكد إن صابر معدنه طيب



جعران : الظاهر بس.. سبحانه أعلم ببواطن الامور.. حي.. ولا ايه يابتاع الأعمال؟!



منصور : لم لسانك يا جعران واسكت احسنلك!



جعران : لمناه ياعم.. الواحد مش ناقص اجتماع امني تاني من بتوع الست المأمورة.. ولو انها لو عملت واحد تاني وتالت ورابع.. نهايته الحكم هايبقي ليا..



فايد : علي رأيك.. سيبنا بقي م الهم الأزلي ده.. إلا قوللي يا مرسي باشا.. الساعة بتاعة التلفزيون النهاردة بالليل هايفرجونا علي ايه؟!



مرسي : يفرجونا علي أي حاجة.. مش فارقة.. طب ما احنا اهو بقينا فرجه..

تلاقيهم محضرين فيلم ولا حاجة من اياهم.. يمسوا بيها علينا و يغموا انفاسنا قبل انا نتخمد



عبد الله : بس الفيلم بتاع المرة اللي فاتت كان حلو



مرسي : يا عم المثقف انت.. الفيلم ده اتعاد ميت مره.. وزهقنا منه.. والكلام هو هو.. والاحداث هي هي.. البطل يقعد يتكلم ويوعد ف حبيبته.. هاعمل كذا وكذا وهاسوي الهوايل.. وف الاخر ولا حاجة بتحصل.. بيغدر بيها ويسيبها.. فيلم رخم.. نفسنا نشوف حاجة تانية..



فايد : انت بتحلم؟!.. انت ف سجن يابا.. سجن.. حاجة تانية دي تشوفها بره .. بمناسبة بره.. تفتكروا الواد صابر يقصد ايه بالكلمة بتاعته دي.. (يمثل مقلداً صابر).. "هو هايبقي بره وجوه؟!"



منصور : الله اعلم



عبد الله : الله اعلم



جعران : الله اعلم



مرسي : بس تصدقوا.. الواحد حاسس ان صابر ده غلبان.. ما تيجوا نقول للمأمورة تخليه يتفرج معانا ع التلفزيون الليله.. والمسامح كريم



جعران : هاتسامحه بالسهولة دي يا معلمي؟!



فايد : شوف الواد؟!.. دا كلام ولا الصدق.. ولا كأنه هو اللي مظلوم



مرسي : أيوه يا زفت.. مدام انا قلت كلمه.. انت تخرس خالص.. اكتم.. فاهم؟!



جعران : حاضر يا معلمي



منصور : بس ايه الحنية اللي طبت عليك مرة واحدة دي يا مرسي باشا؟!



مرسي : ملكش دعوة يا زفت انت كمان.. انا هاكلم المأمورة تخليه يشوف

التلفزيون معانا الليله



(إظلام علي هذا الجانب.. ويضاء الجانب الآخر حيث يجلس صابر وحيداً)



صابر : (يتحدث الي نفسه).. هاتروح فين تاني يا صابر.. انت بتهرب من نفسك.. ولا بتهرب من ايه بالظبط؟.. ليه الناس مش فاهماك.. وليه مفهمتش انت نفسك م البدايه.. ليه حاسس انك دايماً مخنوق؟!.. دي دعوة المظلوم مستجابة ياض.. ليه شايف الدنيا سوده؟!.. طب ما انت عندك مرسي.. ظروفه زيك.. وواخدها ضحك وتهريج. (ينتبه لنفسه).. لأ.. لأ.. يستحيل أبقي زي مرسي.. بس ليه؟!.. ليه القدر يعمل فيك كده؟!.. ليه؟.. ليه



(إظلام تام وتضاء بقعة ضوء حول صابر ويدخل عليه والده "السيد" ويتحدث اليه وكأنه طيف خيال)



السيد : متسألش يا صابر سؤال مالوش اجابة



صابر : أبويا.. فينك يا با.. انا تعبان



السيد : القدر عمره ما بيظلم يابني لانه بايد ربك ورب الناس



صابر : بس انا اتظلمت .. وانت عارف كده يا بويا



السيد : "إن الله لا يظلم مثقال ذرة" يابني.. طول ما ليك حق هتاخده



صابر : امتي بس؟!



السيد : وقت ما رب الكون يريد



صابر : طب والعمل؟



السيد : اصبر يا بني.. ودور علي الطريق.. خليك صابر يا صابر.. خليك صابر يا صابر.. (وهو ينصرف)



صابر : لأ.. متسبنيش يا بويا.. انا محتاجلك.. ابويا



وحدك.. وهتفضل وحدك

هاتدور ع السكة لوحدك



حاول انت تساعد نفسك

متخليش اليأس يعاندك

وحدك.. وهتفضل وحدك



حاول.. تلقي الدنيا بطعم جديد

حاول.. بكرة الفرح يمد الايد

حاول أكتر.. .يمكن تقدر.. .ولا راح يمنع.. .سجن حديد



(إظـــــــــلام)
منظر : ديكور علي هيئة إطار تلفزيوني كبير جداً يمكنه استيعاب ممثلين داخله والمساجين يشاهدون.



مرسي : هاتلنا يا سي عبد الله أي حاجة كده



عبد الله : ما احنا هانتفرج علي الفيلم يا مرسي



مرسي : زهقنا منه يا عم



(اثناء الحوار تكون قد دخلت مذيعه ومعها رجل في بدلة أنيقة داخل اطار التلفزيون)



المذيعة : سيداتي آنساتي سادتي.. اهلاً وسهلاً بيكم ف برنامجكم"فرصه".. معانا النهارده خبر كويس موت عشان خاطر حبايبنا الشباب اللي مش لاقيين شغل.. نحب نرحب الأول بضيفنا الشيك العسول ده.. الاستاذ/صادق عبد المعين المسئول الكبير.. اهلاً وسهلاً بيك يا فندم



صادق : أهلاً وسهلاً



مرسي : سيب البرنامج ده اما نتفرج.. الواحد مشفش حال الدنيا بقاله كتير



المذيعه : نحب نتعرف من سيادتك علي أهم ملامح الخطة الجاية لتشغيل

الشباب؟



صادق : في البداية أحب أشكر التلفزيون اللي جابني ف البرنامج النهارده.. واحب اطمن الجماهير.. ان الناتج القومي تم تحديده بمحددات تتناسب مع أسلوب الطرح والسعر مع العائد من الانتاج.. بما يشجع علي توفير استثمارات متداخله مع المنحدر الرأسمالي!

المذيعه : ها؟!!.. (ثم تتظاهر بالفهم).. أكيد اكيد طبعاً



(في هذه اللحظة يدخل ممثل في يديه ورقه داخل اطار التلفزيون)



الممثل : لو سمحتم يا جماعة بره الصورة شوية عايزين نقول اهم الانباء



(يتراجع المسئول و المذيعه)



الممثل : أيها الساده جاءنا الان النبأ التالي.. استشهد 15 فلسطينياً اليوم

في مجزرة اسرائيلية بشعة بالاراضي المحتله.. وسنوافيكم قريباً

بأحدث التطورات



(تعود المذيعة والمسئول)



المذيعه : طب سيادتك ممكن تفهم الجماهير أهم التعديلات اللي حصلت في

الخطة الجديدة ؟



صادق : في البداية.. بكرر شكري للتلفزيون االي جابني ف البرنامج النهارده.. واحب اطمن الجماهير.. ان قاعدة البيانات التفصيلية للمجتمع الشريحي واضحة وصريحة بالاضافة الي ان مبدأ تكافؤ

"القرص"..



المذيعة : تكافؤ الفرص يا فندم؟



صادق : اه.. مبدأ تكافؤ "القرص" ده مبدأ مكفول للجميع ومن أول بكره..



(يدخل الممثل مرة أخري حاملاً ورقة داخل اطار التلفزيون)



الممثل : لو سمحتم فيه خبر تاني.. بره الصورة بعد اذن حضارتكم



(تتراجع المذيعة والمسئول)



الممثل : أيها الساده جاءنا الآن النبأ التالي.. إطلاق 15 طن قنابل عنقودية علي معسكرات الاجئين في العراق.. مما أسفر عن مقتل 250 عراقياً.. وسنوافيكم قريباً بأهم التطورات



(تعود المذيعة والمسئول)



صادق : كنا بنقول ايه؟.. اه.. ومن اول بكرة هنبدأ مسح جغرافي علي المستوي الطبقي الخاص بالمواطنين وذلك دون المساس بالنظام المدني.. من أجل توفير فرص عمل جديدة العام القادم



المذيعه : طب يا فندم.. نستأذن سعادتك تقولنا عن حجم العمالة المتوقع

تشغيلها؟



(يدخل الممثل حاملاً ورقه داخل اطار التلفزيون)



الممثل : معلش تعبناكم معانا.. جنب يا اساتذه.. فيه خبر مهم



(تتراجع المذيعه والمسئول)



الممثل : أيها الساده جاءنا الآن الانباء التاليه.. مصرع 50 مواطناً في حريق اندلع في احد المراكز التجاريه.. مصرع 150 مواطناً في تصادم قطارين صباحاً.. مصرع 20 تلميذاً تناولوا أطعمة مسممة من أحد الباعة الجائلين امام أحد المدارس.. وفاة الفنانة الشهيرة/ فريدة لمعي وجهود امنية مكثفة لتأمين الجنازة.. رحم الله الفقيدة



(تعود المذيعه و المسئول)



صادق : كنتي بتسأليني عن حجم العمالة المتوقع تشغيلها.. احب اطمن الجماهير.. لأ لأ.. الاول بكرر شكري للتلفزيون اللي جابني فالبرنامج النهاردة.. واحب اطمن الجماهير..



عبد الله : كل ده ولسه هاطمن الجماهير.. اقفل يا عم مرسي.. اقفل النيلة ده دي حاجة تغم النفس



(يخرج المسئول من الاطار)



صادق : استني انت ياللي اسمك مرسي.. ما تصبر يا عم حبه.. وانت ياللي بتقول حاجة تغم.. استني.. خلاص انا أهو خلصت كلامي.. والمذيعه أهي هتسألني أحب أطلب أغنية ايه.. أهي حاجة تفك عنكو شوية (يعود للاطار).. خلصيني.. اسأليني السؤال الممل بتاعكم ده



المذيعه : وفي نهاية "اللكاء" نشكر المسئول الكبير/صادق عبد المعين.. ونحب نسأل سعادته.. يسمع ايه معانا ف آخر الفقرة؟



صادق : (يعدل هندامه).. احم احم.. طبعاً أنا.. واعوذ بالله من قولة انا.. بحب الفن الاصيل قوي.. عشان كده اطلب اغنية الفنان العظيم/عبد الحليم حافظ.. "حلو وكداب"..



(إظـــــــــــــــــــــــــــــــلام)



المنظر : حجرة الست المأمورة



(يدخل العسكري إلي الست المأمورة مفزوعاً وهي تجلس علي المكتب)



العسكري : إلحق يا فندم..



المأمورة : فيه ايه يا عسكري؟!



العسكري : المساجين يا فندم



المأمورة : مالهم يا عسكري



العسكري : مش راضيين ياكلوا يا فندم.. ومحدش فيهم راضي يتكلم.. كأنهم لامؤخذه خرسوا.. ودكتور السجن كشف عليهم..



المأمورة : وقال حاجة؟!



العسكري : بيقول ان عندهم حالة بتاع ده اللي بيسموه اكتتاب



المأمورة : اكتئاب؟



العسكري : ايوه.. هو البتاع ده



المأمورة : طب اجري اندهولي.. بسرعة يا عسكري



العسكري : تمام يا فندم (يخرج مسرعاً)



المأمورة : (تحدث نفسها).. اكتئاب؟!.. عشنا وشفنا.. مساجين عندهم اكتئاب.. طب ماهم قاعدين واكلين شاربين نايمين ببلاش.. أمال الناس اللي بره اللي مش لاقيه حق الأكل.. تعمل ايه؟.. تموت نفسها؟!

(هنا يكون طبيب السجن قد دخل دائرة الضوء)



الطبيب : الناس بره اصبح عندهم حالة اكتئاب مزمنه.. وكله كده.. محدش بقي عارف السليم م المريض.. اتعودوا خلاص.. واحنا اتعودنا بعضنا كده.. تنكري ان جوزك عنده اكتئاب؟!



المأمورة : نعم؟!!.. طبعاً لأ



الطبيب : وهتضحكي عليا ولا علي نفسك؟!.. المهم.. مش دا موضوعنا.. المساجين دول عايشين هنا بطبيعتهم.. مش حاملين هم الدنيا.. لا عيال ولا شغل ولا فلوس ولاضرايب ولامدارس ولا مصاريف ولا غاز ولا كهربة ولا تليفون ولا حتي رغيف العيش.. الدماغ فاضيه.. حياه فارغه.. أكيد فيه حاجة جابتلهم الاكتئاب ده!



المأمورة : ودي ايه بقي دي ان شاء الله؟!



الطبيب : معرفش.. هما نشاطاتهم امبارح كانت ايه بالظبط؟!



المأمورة : أبداً.. يوم عادي.. بس امبارح كان يوم التلفزيون



الطبيب : وممكن أعرف بقي اتفرجوا علي ايه؟!



المأمورة : معرفش.. أقولك.. استني اما اسألك العسكري.. يا عسكري.. انت يا عسكري!



(يدخل في فزع)



المأمورة : المقاطيع دول اتفرجوا علي ايه امبارح ف التلفزيون؟!



العسكري : اتفرجوا علي برنامج عبيط كده.. قعدوا متنحين طول الوقت.. وكان فيه راجل غريب كل حبه يدخل يقول حاجات كده ويتوكل علي الله ويمشي!



الطبيب : ومتعرفش كان بيقول ايه الراجل ده؟



العسكري : الكدب خيبه يا بيه.. بس انا كده كنت سامع ان فيه قنابل وناس بتموت وكده يعني..



الطبيب : خلاص خلاص.. كده اتحلت.. روح انت



العسكري : في حاجة كمان يابيه.. عشان ابقي خلصت زمتي



الطبيب : ايه تاني؟!



العسكري : تعرف يا بيه واحد اسمه صادق عبد المعين؟



الطبيب : أنعم وأكرم.. وحد ميعرفوش.. وده ماله ده كمان؟!



العسكري : هو ده اللي كان بيرطم بالكلام ف البرنامج ليله امبارح



الطبيب : يا سلام.. دا كده اتحلت قوي.. متشكرين يا عمنا.. مع السلامة انت



(يخرج العسكري)



الطبيب : كده المسأله اتحلت.. والتشخيص معروف.. حالة اكتئاب حادة بسبب أخبار سيئة.. يا ست المأمورة.. طب اعمل فيكم ايه دلوقتي؟!.. مش قلنا قبل كده واتفقنا ان سياستنا الحكيمة هنا ف السجن انهم ميتفرجوش علي أي اخبار.. ولو حصل.. لا قدر الله.. واتفرجوا تبقي اخبار خفيفة.. مش قلنا نديها أفلام و مسلسلات وكليبات وبرامج هايفة؟.. عايزنهم ينسوا !!



المأمورة : خلاص.. الموضوع انتهي واللي حصل حصل



الطبيب : اللي حصل حصل؟!



المأمورة : أيوه.. هات م الآخر.. عندك حل؟!



الطبيب : هاضطر أبدأ معاهم جلسات علاج نفسي من اول بكرة.. وربنا يسهل



المأمورة : بالمناسبة.. فيه مستجد جايلنا بعد بكرة.. اسمه حاتم عواض او عواد مش فاكرة.. خد الملف بتاعه أهو.. (تعطيه الملف).. عايزة تقرير طبي شامل عنه.. الروتين بقي هانعمل ايه.. التقرير يكون علي مكتبي بكره



الطبيب : بكرة ازاي وهو جاي بعد بكرة؟!



المامورة : ياعم ماتقدش.. يعني هايكون جاي عنده الايدز ولا انفلونزا الطيور؟!.. وحتي لو عنده.. هتعرف تشخصهم.. انت بكتيرك دور برد.. التقرير يكون عندي بكره.. فاهم؟!



(إظــــــــــــلام)



المنظر : مكتب الطبيب



الطبيب : يا عسكري.. اندهلي علي عبد الله نستفتح بيه



العسكري : الواد مرسي يا باشا عامل غاغه بره.. اندهله الاول؟!



الطبيب : قلت اندهلي علي عبد الله.. اصله هادي وف حاله.. هنخلص منه بسرعه



العسكري : حاضر يا دكتور



(يخرج ثم يعود ممسكاً عبد الله من قميصه)



العسكري : المتهم يا باشا



الطبيب : متهم ايه يا غبي؟!.. هو انا هاحقق معاهم؟.. احنا هنعالجهم.. اتنيل استني بره بقي



العسكري : حاضر يا باشا (يخرج)



عبد الله : تعالجنا ايه يا دكتور؟!.. هو احنا لا سمح الله عيانين؟!



الطبيب : شكلك هاتريحني يا عبد الله.. عامل اضراب ليه انت واخواتك بقي عن الاكل؟



عبد الله : شبعنا



الطبيب : مش فاهم



عبد الله : أفهمك أنا (يقوم من مكانه ويمثل).. .. ..

"كهان الكلمات الكتبه

كهان الاروقة الكذبه

حكوا أقفيتهم

وتنادوا كذباب الحانات

لا يعرف أحدهم من أمر الكلمات

إلا تأتأة ً أو ثأ ثأة ً أو فأفأة ً

أو ما شابه ذلك من أصوات

وتسلوا بترامي تلك الفقاعات

حتي ثقلت أجفانهم

وأخذتهم شهوة عربدة فظة

فتنادوا في صيحاتٍ مكتظة

ينتزعون ثياب الأفكار البكر والأفكار الحرة

ثم ألقوا ببقاياهم

في رحم الحق

في رحم الحرية"



الطبيب : ايه ده بقي يا عبد الله؟!



عبد الله : دا شعر



الطبيب : هو انت لسه منسيتش الشعر؟!



عبد الله : وأنساه ليه وهو حياتي؟.. وأنساه اساساً إزاي وهو اللي حاططني هنا ف السجن؟



الطبيب : دي علاقة حب بقي



عبد الله : طبعاً.. لو كان الشعر امرأةً لتزوجته



الطبيب : طب استناني بره شوية يا عبد الله

عبد الله : مقلتليش يا دكتور.. انت هتعاجنا من ايه بالظبط؟!



الطبيب : انتو يا بني ادم مش كشفت عليكم امبارح؟!



عبد الله : حصل



الطبيب : بصراحه كده.. عندكم حالة اكتئاب حادة



عبد الله : (بذهول) اكتئاب؟!.. وحادة كمان؟!



الطبيب : آه.. عموماً انت شكلك سليم.. وده انا كنت متوقعه م البداية.. عشان كده قلت ابدأ بيك جلسات العلاج النفسي عشان أرتاح



عبد الله : (باستهزاء).. علاج نفسي؟!.. ومطلوب مني حاجة تانية؟!



الطبيب : لا شكراً.. اندهلي علي منصور وانت خارج



عبد الله : (وهو ينصرف).. حاضر يا دكتور



الطبيب : (لنفسه).. الواد عبد الله بقاله سنتين هنا ولسه بيحب الشعر.. الرطوبة منشعتش ف جتته ولا دماغه.. غريبة.. وغريبة ليه؟! شئ كويس والله انك يبقالك قضية بتحبها وبتدافع عنها



منصور : (يدخل).. ايوه يا دكتور.. عبد الله قاللي ادخل



الطبيب : (يستيقظ من أحلامه).. ها؟!.. اه.. تعال يا منصور.. ولا تحب اندهلك يا عيد؟!



منصور : لأ.. منصور أحسن



الطبيب : حد يهرب من اسمه الأصلي؟



منصور : انا بقي.. وبكرهه كمان



الطبيب : ماشي يا سيدي.. قللي يا عم منصور.. عامل اضراب ليه بقي انت واخواتك عن الأكل؟!



منصور : شبعنا



الطبيب : يوووه.. تاني؟!.. انت كمان هاتقولي شبعنا؟!



منصور : ايوه شبعنا.. مش كلنا أنا والمقاطيع اللي بره دول ف مركبه واحده؟!.. لو واحد زعل كله يزعل.. ولو واحد فرح كله يفرح.. ولو واحد شبع كله يشبع



الطبيب : انتو مالك النهاردة انت وهو؟!.. عمالين تتكلموا بالفوازير ليه؟.. ما توضح كلامك يا منصور



منصور : دي لغة عمرك لاانت ولا مصلحة السجون كلها ولاحد م الناس اللي بره هتفهموها.. لغه جديدة.. مختصره.. لغه صح.. واضحه وصريحه.. تبقي فوازير ازاي بقي يا دكتور؟
الطبيب : هو كلكم بقيتوا شعراولا ايه؟!



منصور : كل واحد مننا جواه شاعر بس مش شايفه



الطبيب : الله الله .. وهي دي بقي نفس اللغة اللي كنت (يمثل).. يا حضرة الشيخ بتدجل بيها ع الناس؟!



منصور : بذمتك انت دكتور؟!

الطبيب : أمال ايه يا شيخنا؟!



منصور : انت زي ما تكون جزار بتسلخ شوية بهايم قدامك.. منكرش اه اني كنت دجال محترف.. بس ع الأقل كنت بسعد الناس



الطبيب : ولو بالكدب؟!



منصور : ولو بالكدب.. مش أحسن ما أواجهم بالحقيقة المرة.. الكدب بيريح أحياناً



الطبيب : غلط.. مين قال كده؟!



منصور : انا اللي قلت كده.. تقدر تنكر انك هنا بتكدب وتزوروبتغش؟!



الطبيب : انا؟!!



منصور : تقدر تقولي لما جعران اتبلي علي فايد انه ضربه.. وانت كشفت عليه وكنت متاكد ان ده محصلش.. كتبت تقرير غلط ليه؟.. تقدر تقولي لما عبد الله تعب وكان هايموت والمأمورة رفضت توديه المستشفي عشان ميفتشوش وراها ع الرعاية الصحية هنا.. كتبت تقرير غلط ليه؟.. أنا بكدب وانت بتكدب.. عرفت الفرق؟!



الطبيب : كفايه.. كفايه.. اطلع بره.. بره



(في هذه اللحظة يدخل مرسي ووراءه جعران وفايد وصابر وعبد الله)



مرسي : مش هايطلع بره يا دكتور.. انت ازاي تقول علينا ان احنا عندنا

اكتئاب؟!



الطبيب : أنا عارف شغلي كويس.. اطلعوا بره كلكم.. بره

فايد : انت مش عارف حاجة.. ومش هنخرج إلا اما نعرف قلت علينا كده ليه؟



جعران : أيوه مش هنخرج يا روح امك إلا اما نخلصه من جتتك!!



الطبيب : مين اللي قال إني قلت كده؟!



عبد الله : أنا يا سعادة الدكتور..



الطبيب : كده يا عبد الله؟.. دا انا بقول عليك عاقل



عبد الله : ودول يعني اللي مجانين.. والله ما حد عارف مين العاقل ومين المجنون..



فايد : خلاص.. بما إننا مجانين.. نتعامل علي اننا مجانين.. وبما إني مجنون أحب أسألك..



الطبيب : اتلم يا بتاع الفوايد يا مرتشي



(يتقدم مرسي نحو الطبيب ويمسكه بقوه ويجلسه علي الكرسي)



مرسي : انت تقعد هنا وتسمع الأسئلة وتجاوب.. مش احنا مجانين؟!.. خدنا علي قد عقلنا بقي.. والدور جه عليك.. زي ماسألتنا نسالك



فايد : مقلتليش بقي.. مش شايف دبله ف ايدك ليه؟



الطبيب : وانت مالك



فايد : مش متجوز؟



الطبيب : لأ



وفايد : وايه اللي مانعك؟



الطبيب : مش لاقي



فايد : مش بتقبض آخر الشهر؟



الطبيب : مش كفايه



فايد : ومش كفايه ليه؟



الطبيب :معرفش



فايد : طب ايه اللي جابرك تشتغل ف السجن؟



الطبيب : الواسطة



فايد : الواسطة اللي جابتك هنا؟!!!



الطبيب : الله يلعنها رمتني هنا



فايد : لما جعران قال عليا اني ضربته.. كتبت تقرير غلط ليه؟!



الطبيب : غصب عني



فايد : ومكنش ينفع تقول الحق؟!



الطبيب : مكنش ينفع



فايد : ليه؟!



الطبيب : غصب عني.. ارجوكم سيبوني.. كفايه.. انا تعبان.. تعبان.. تعبان

مين فينا المجنون

احنا ولا الزمن

واما الزمان بيخون

السجن يصبح وطن



عاقل ف زي سفيه.. . والدنيا ظلم وتيه

أحلام بتتبخر

وعروسه تتزوق.. . وعنيها بحر ازرق

جايه ف توب أخضر

لكن الزمن غدار.. . وبحوره عتمه ونار

خطف العريس لاسمر



مين فينا المجنون

احنا ولا الزمن

واما الزمن بيخون

السجن يصبح وطن



(إظــــــلام)



المنظر : ديكور عنبر السجن



صابر : وآدي حكايتي يا جماعة



عبد الله : ياااه.. دا انت شايل قوي يا صابر.. مش قلتلكم يا جماعة؟



فايد : قلبي معاك يا بني



منصور : علي رأيك يا فايد.. دا انت شارب مر حقيقي يا صابر.. سامع يا

مرسي؟!.. بذمتك مش تشبه حكايتك؟!



مرسي : (يحاول اخفاء تردده).. أ أ أ أ اه.. تقريباً



صابر : لا مش تقريباً يا مرسي.. دي زي ما تكون بصرة كوتشينه.. ولاد الحرام شدوني زيك لشغله بطاله.. أنا وانت اتظلمنا.. انا عرفت حكايتك كلها يا مرسي من عبد الله.. انت ليه بتهرب من نفسك؟.. ليه واخد كل حاجة تهريج؟!.. ليه ماتواجهش نفسك بالمشكله؟!



جعران : (يتدخل وقد رأي مرسي بدأ يقتنع بكلام صابر) يواجه نفسه ايه وبتاع ايه؟!.. انت معقد الامور ليه يا عم صابر؟! .. كلنا هنا محبوسين بين اربع حيطان.. ومش بادينا نعمل حاجة.. خلاص بقي.. نسيبها علي الله..



مرسي : اسكت انت يا زفت.. متتكلمش كتير.. من زمان وأنا بسمعك.. خدت منك ايه؟.. كل يوم والتاني مشكله.. انت زي ما تكون شيطان.. جن مصور



جعران : (يتظاهر بالزعل) حرام عليك يا معلمي.دا انا خدامك



مرسي : كفاية بقي.. كفاية (يقوم من مكانه)

صابر : لأ.. مش كفاية يا مرسي.. فوق بقي لنفسك



جعران : لأ يا مرسي.. لا يا معلمي.. يا حبيبي.. الواد ده عايز يخليك ولا تسوي.. وهيبتك تروح.. ولو هيبتك راحت.. عليه العوض فيك

(يبكي) وفيا



(في هذه اللحظة يدخل العسكري دافعاً حاتم عواد "الصديق المزيف" داخل عنبر السجن)



العسكري : يلا يا متهم.. انا عارف المصايب دي بتتحدف علينا من أي داهية؟!



حاتم : طب براحه شوية علي نفسك.. وانت كده بتخانق دبان وشك



(ما إن يسمع صابر الصوت حتي يلتفت لحاتم)



صابر : مش ممكن.. انت؟!!



حاتم : مين؟!.. صابر؟.. ازيك يا صاحبي؟.. (يندفع ليحتضنه)



(إظــــلام ثم يسلط الض
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mazroo.yoo7.com
 
مسرحية السـجـن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسرحية حكاية صياد "مسرحية في فصل واحد"
» مسرحية السـيد والخادم"مسرحية في فصل واحد"
» ابغى مسرحية
» مسرحية النحو
» مسرحية عياش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التربية المسرحية :: نصوص مسرحية-
انتقل الى: