مسرحية...ومنين اجيب ناسديكور مخصص لبيئه فلاحيه يتكون بطول المسرح صف شجر طويل وقصير لا يتعدى المتر يوحى بانه حاشية النيل وعلى الايمن سلم بثلاث مستويات فى طول الشجر القصير وفى الشمال ساقيه وبجوارها صخره...تبدأ المسرحيه باظلام ثم تبدأ اغنيه (ناس بتخلق من الالم قوه...وناس بتخلق م الدموع سكه...بتمشى عليها بعديهم...خلايق مؤمنه بيهم...دنيا )
لعبد الحليم حافظ...
ثم تبدأ المجموعه بالغنا (ومنين اجيب ناس تحصد غيطان الهم... تزرع غنا واحساس ويوم فى الحصاد نتلم ) وفى بدايتها يظهر المسرح وفيه الديكور وعلى زواياه الاربعه نجد اناس نيام كما لو كانوا مقتولين( جندى ـ رجل بملبس المجانين ـ فلاح ـ ظابط اسرائيلى ) واثناء الاغنيه تدخل نعيمه تحمل بيدها قفه وبعدها تبدأ الحديث
نعيمه ـ أه عاللى انا فيه ومش قادره اداريه...كفايه فيا عذاب كفايه قلبى اللى داب...ياموجوع ياقلبى ويايا ياشايل همى وقسايا...أه...فينك ياحسن...فينك ياحسن...فينك ياحسن...
( تبدأ المجموعه بالغنا) ومنين نجيب ناس عالصبر بتصابر... وتشد حيل اللى مال وتسد خشم المقابر...حينها تذهب نعيمه للصخره وتنام... بعد انتهاء الاغنيه يدخل الراوى مشفقا على حال نعيمه ويوجه حديثه للجمهور ويقول...
الراوى ـ دى البدايه ...اصلها حكايه ماليها نهايه...بصوا ويايا ( ويشير لنعيمه ) مسكينه تاهت ويا الزمان...بتدور على انسان...كان ماضى وكان ياما كان... ومعايا حنبدأ الحكايه... ياساده ياكرام دى تبقا نعيمه...حبيبة حسن...عارفين مين نعيمه؟ هى الحضن اللى ضاممنا كلنا...هياه ابونا هياه امنا...وعارفين مين حسن؟هوه ده... هوه ده ( ويشير الى الموتى الذين على المسرح ثم للجمهور) هوه انت وانت وانتى...هوه كل واحد حاببها وعايش فى خيرها...عارفين هياه مين... هياه نعيمه اللى غفلت عن حبايبها لسنين...حبايبها حاولوا يفوقوها من غفلتها لكن ضاعوا ياولداه مع السنين ...وصبحوا منسيين ... نعيمه يا اخوانا صحيت من غفلتها... لقيت الدوامه خدتها ... واتفضلها من حبايبها قلب واحد... قلب حسن...بيه حتحييى كل المدفونين وبتدور عليه ويارب تلاقيه ...ونسيبكم ويا الحكايه...لحد مانشوف لها نهايه...ده اذا كان لها نهايه
(ويجلس الراوى على السلم ثم يدخل مراكبى 1ـ2من اليسار ويروا نعيمه)
مراكبى 1 ـ ياه ياربى تقولش حوريه نايمه ... باين عليها مسكينه
مراكبى 2 ـ اكيد وراها حكايه ... ماليها نهايه
مراكبى 1 ـ تعالى نشوفها ونعرف حكايتها لجل ما نحكيها وتبقا روايه ( يوقظوها...تصحو مفزوعه وتسألهم ... انتم مين؟)
مراكبى 1 ـ احنا المساكين...اولاد البحر الغلابه...بحاره
مراكبى 2 ـ مشتاقين ولهانين...لحضن يضم نيلنا ...لحضن يناديلنا...مايسبناش محرومين...وانتى مين؟
نعيمه ـ انا نعيمه
مراكبى 1 ـ 2ـ انتى نعيمه حبيبة حسن؟
نعيمه ـ ايوة...وفين الاقيه...وفن اعتر فيه...اناديه...اصحيه...فى حضنى ادفيه...فينك ياحسن...فينك ياحسن...فينك ياحسن...
مراكبى2ـ وايه اللى وياكى ده؟
نعيمه ـ قلبه ويايا ... بيزيد همى وقسايا ... انا السبب فى موته...يوم ماعلى صوته...وقال الحق...والسيف كان اسبق....قتلوه ياولداه ورموه فى النيل...مش انتوا البحاره...ممكن تساعدونى مش كده؟
مراكبى 1ـ ياريت كان بايدنا ...ماكناش عاندنا...يانعيمه فوقى وصحى النوم.. جتت حسن خدها التيار
مراكبى2ـ وكان جدع شاطر فى العوم...لكن مايقع الا الشطار
( تحادث نعيمه النيل) بقا كده يا نيل والرحمه اللى فيك راحت فين؟
مراكبى1ـ مين اللى قال انه رحيم...ده جواه جحيم...لانه هوه اللى خلاكى ...ومن خيره اداكى
مراكبى2ـ وانتى ماصنتهوش ...وناداكى مافقتلوش
مراكبى1ـ2 ـ أه منك وعليكى يانعيمه...أه منك وعليكى يانعيمه
(تتجه نعيمه للراوى) ايه اللى حصل ياراوى احكيلى لجل ما اعلم ...ايه اللى جرى فى منامى
الراوى ـ حبايبك داقوا الويل...نهار وليل...ضرب وتعذيب واهانه وموت...وفى الاخر حدفوهم فى النيل...لما قالوا الحق ...لما قالوا لاء... واللى يقول لاء يلاقى السيف اسبق
تبدأ المجموعه بالغنا ( مركبنا ليه من ورق ...والموج يشيل ويحط... والعمر راح وانسرق ...بين القرار والشط ـ واثنائها نجد الظابط الاسرائيلى النائم يستيقظ ويهدد المراكبيه بالسلاح ومن خوفهم يقفزوا فى النيل من على السلم )
نعيمه للراوى ـ وبعدين قوللى اعمل ايه؟
الراوى ـ انتى ادرى باللى انتى فيه
نعيمه ـ افوق ازاى دلنى ؟
الراوى ـ دورى على حسن واديله قلبه...وهوه يصحا من جديد ...وده يبقا يوم عيد ... وقتها حيثور ويهيج وتفوقى على ايديه ... بس ما اظنش انك ممكن توصلى ...اصل التيار خده بعيد والتيارزى التار اخده اكيد
نعيمه ـ أه عاللى انا فيه ومش قادره اداريه...كفايه فيا عذاب كفايه قلبى اللى داب...ياموجوع ياقلبى ويايا ياشايل همى وقسايا...أه...فينك ياحسن...فينك ياحسن...فينك ياحسن
(أظلام ثم تبدأ المجموعه بالغنا ... شجر الكافور بينوح...والشمس هامه وحتروح...والليل اتانا ومش خايف يسيبنا نلطم نتجرح ـ بعدها يضاء المسرح ويظهر المشهد كبدايته ...نعيمه نائمه على الصخره...الاربع رجال نيام كالقتلى ... الراوى جالس على السلم ... ثم يستيقظ الرجل الذى بالبدله البيضاء وييقظ نعيمه )
نعيمه ـ مين بيصحينى وانا رايده النوم ... حيلى مهدود وما قادره اقوم
(يتضح ان الرجل ذو ملبس المجانين صاحب فكرة المسرحيه ... نجيب سرور)
نجيب سرور ـ قومى بصى فيا ...وشك حيفكرك بيا
نعيمه (فرحه) استاذ نجيب سرور مؤلف المسرحيه
نجيب سرورـ لا دى فكرتى بس لكن التأليف لصاحب التأليف
نعيمه...ارجوك اتوسل اليك ...حط حد للنهايه...خلينا ننهى الحكايه
نجيب سرور ـ قومى علشان مش بايدى...فكرتى صبحت حكايه
نعيمه ـ يعنى ايه؟
نجيب سرور ـ يعنى الموضوع بايد المؤلف اللى هوه كتب المسرحيه وانا عارف انه مش حيحط لها نهايه ...لان الظاهر انك مش هتفوقى ولا تصحى
نعيمه ـ وانت لابس كده ليه؟
نجيب سرور...ده اللى دقته لما حبيتك... مسكونى عذبونى...ودونى مستشفى المجانين...وقالوا انى مجنون...وده لما قلت لاء... سيفهم كان اسبق
نعيمه ـ وكل ده حصل فى غفلتى ...أه يانى...قوللى دلنى اعمل ايه؟
نجيب سرورـ وصلى القلب لصاحب القلب...علشان يبدأ يدق...ويعيش امد السنين...واسمحيلى
نعيمه ـ رايح فين وسايبنى فى غرقتى؟
نجيب سرور ـ رايح لقضايا اللى عدى عليا من سنين
نعيمه ـ وده كان من ايه؟
نجيب سرور (يقوم بكلامه تمثيليا) كان من المرض ...السل..مسك فى جتتى...بيخنقنى...بيموتنى...بيقتلنى. ..أه...أه...اه..كله من حبك يانعيمه...كله من حبك يانعيمه ( يموت نجيب سرور فى نفس المكان الذى استيقظ منه)
نعيمه ـ الحقنى ياراوى شيلنى ذنبه وانا بريئه منه
الراوى(ثائرا عليها) مين اللى قال انك بريئه...انتى بتغالطى الحقيقه...انتى اللى قتلتيه...ايوة قتلتيه وقت مااتخليتى عنه لما كان محتاجلك...بس قال كلمة لاء وأدى السيف سبق...ومات بحسرته المسكين...انتى بتدى للى مش بيحبك..وبتنسى حبايبك...اللى فى الاخر بيموتوا منسيين...حاولى توصلى لصاحب القلب ...حسن ...حاولى وده الاحسن
نعيمه ـ أه عاللى انا فيه ومش قادره اداريه...كفايه فيا عذاب كفايه قلبى اللى داب...ياموجوع ياقلبى ويايا ياشايل همى وقسايا...أه...فينك ياحسن...فينك ياحسن...فينك ياحسن...( ثم تذهب للصخره وتنام ...يستيقظ احد النيام وهو الفلاح ويشدو بمزماره الحزين حينها تستيقظ نعيمه وتحادثه )
نعيمه ـ بزياداك كفايه ...موالك بيقطع فى حشايا...
الفلاح ـ ومين انتى ياصبيه ...والله عليكى باينه القسيه
نعيمه ـ انى نعيمه
(يعرض عنها الفلاح ويتركها...تلاحقه وتسأله)سايبنى ورايح فين ما صدقت الاقى ونيس
الفلاح ـ غدر الحبايب زى النار...تجهمر بالليل وتخمد بالنهار...الا غدر الفؤاد...واتخليتى عن الواد...وادى اللى نابه...قتلوه ياولداه ورموه فى النيل مع التيار...والتيار حداه تار ينفذه فى كل اللى تطوله ايديه...وفى النهايه كنتى انتى السبب فى موت الجدع الزين...اللى لقيت عزاه فى بكايا على الناى
نعيمه ـ طاب وانا ذنبى ايه ما انا كنت غفلانه ...زى الزهره الدبلانه
الفلاح ـ كنتى ممكن تهبى وتصحى ... وتوهبى لكل من يضحى...عشانك الناس شالوا رقابهم ...وانتى نايمه ومش دريانه...(باستهزاء ) وزى الزهره الدبلانه
نعيمه ـ قول لى اعمل ايه علشان الحق حبيبى من التيار ...اللى له على حبيبى تار
الفلاح ـ ارمحى الحقيه واديله قلبه اللى حداكى وهو يصحى من تانى ويفوق ( حينها يستيقظ الظابط الاسرائيلى ويخرج كرباجا ويضرب الفلاح الى ان يموت حينها تتجه نعيمه الى الراوى وتسأله)الحقنى ياراوى جرى ايه وايه اللى بيحصل
الراوى(باكيا)ده اللى ساقالك ارضك زمان دلوقتى يرويها بدمه...علشان انتى مش دريانه
نعيمه ـ أه عاللى انا فيه ومش قادره اداريه...كفايه فيا عذاب كفايه قلبى اللى داب...ياموجوع ياقلبى ويايا ياشايل همى وقسايا...أه...فينك ياحسن...فينك ياحسن...فينك ياحسن...
(وتتجه الى الصخره وتنام...حينها يستيقظ نجيب سرور والجندى ويحملوا الفلاح ميتا فوق الساقيه وتبدأ المجموعه بالغناء...ياساقــيه لفى ودورى الدنيا دنيا ليل...قلب الخضار نار من العقل واللى فيه ـ وفى نهايه موسيقى الاغنيه يتم الاظلام وبعد الانتهاء منها كليا يضاء المسرح ويظهر المشهد كالتالى ...نعيمه نائمه على الصخره...الفلاح ميتا على الساقيه...نجيب سرور والظابط الاسرائيلى نيام كما كانوا فى اماكنهم...أما الجندى فيقف بجوار الساقيه ثم يركل نعيمه برجله لتستيقظ)
نعيمه(فرحه)انت جيت الحمد لله انى ندرتك انى كنت خايفه ومش لاقيه اللى يحيمينى
الجندى ـ ياه معقوله عرفتينى...كنت فاكرك نسيتينى...ونسيتى دمى اللى سال ...عالضفه والقنال... ودم اخواتى اللى ساح ...من السلاح...لما كان مضروب وكانوا بيقاتلوا ويتقتلوا بيه...ودى نهايتهم...كان شرف ليهم انهم يموتوا على ايدين الاغراب احسن ما يموتوا على ايدين اهلهم
نعيمه ـ يعنى ايه انى مش فاهمه؟
الجندى ـ يعنى انتى السبب...حبنا ليكى وخوفنا عليكى هوه اللى خلانا نتقتل ونموت...وده مش كتير عليكى بالعكس ده احنا ان قدرنا نموت ميت مره فداكى حنموت... لكن تكونى لسه مافقتى...ومن النوم ما زهقتى...يبقا حرام ...اصحى بقا...اصحى بقا (حينها يذهب الظابط الاسرائيلى متجها لنعيمه لكنها تختفى خلف الجندى ويقول الجندى)الاغراب اهم جايين ...الاغراب اهم جايين...(ويطلق النار عليه فيصاب هو )
أه حتى اللى كنت حاحميكى بيه...يكون بيه موتى...ذنبى فى رقبتك (ويموت فى ركنه وخلال الحديث القادم يكون الظابط يعبث بجثة الجندى )
نعيمه ـ الحقنى ياراوى...ايه ذنبى؟
الراوى (فى قمة ثورته) فوقى وكفاياكى وبزياداكى...ادى اللى صاب حبايبك ومنهم حسن...انا التاريخ ما اقدرش اوالس او ادارى...اللى فيه حبايبك ذنبك...اغفريه والحقى الغريق...قبل نهاية الطريق...الحقيه واديه قلبه المسكين...علشان يصحى تانى ...أه...أه منك وعليكى يانعيمه...أه منك وعليكى يانعيمه
نعيمه ـ أه عاللى انا فيه ومش قادره اداريه...كفايه فيا عذاب كفايه قلبى اللى داب...ياموجوع ياقلبى ويايا ياشايل همى وقسايا...أه...فينك ياحسن...فينك ياحسن...فينك ياحسن
(وتجلس على الصخره مغنية...ومنين اجيب الواد يجلب لنا القمره...كيل الهموم سرسب عالخد صار جمره ـ ثم تنظر الى الجندى الاسرائيلى بكره)
نعيمه ـ انت السبب ...انت السبب
الظابط ـ انا عمرى ماكنت السبب وعمرى ما هاكون...انتى عارفه لو صحيتى وفقتى ممكن تهزمينى ....بس هاه ده بعدك...سبتى حبايبك للسياف اللى ادالنا الفرصه اننا ندمر فيكى اكتر واكتر واكتر ( نعيمه تخرج خنجرا من القفه وتطعن به الظابط ولكنه لا يصاب ويظل يضحك ثم يقول لها)
الظابط ـ انتى فاكره انك ممكن تقتلينى ...ده حلم مش حتطوليه...انا كفايه عندى انى اشوف حبايبك بيكرهوكى
نعيمه ـ الحقنى ياراوى بيقول لى ان حبايبى حيكرهونى
الراوى ـ انا فعلا بدأت اكرهك...باقولك الحقيه ...حصليه ...اديله قلبه خليه يصحى...لكن انتى غفلانه زى ما انتى ...استحملى بقا اللى يجرالك...استحملى
نعيمه ـ يعنى انت فعلا كرهتنى
الراوى ـ مش انا بس وده كمان (ويشير لنجيب سرور فيصحو ويقول لنعيمه كرهتك )وده مكان(ويشير للفلاح فيستيقظ ويقول لها كرهتك ) وده كمان ( ويشير للجندى فيستيقظ ويقول لها كرهتك )
نعيمه ـ لاء...لاء...لاء...فينك ياحسن... فينك ياحسن... فينك ياحسن
(يضحك الظابط الاسرائيلى كثيرا ويقول ) ده وقتك الاخير وادى اللى انا كنت عايز اوصل له
(حينها يقف الجميع حائلا بين نعيمه والظابط ويقولوا)احنا لو كرهناها للحظه مش معنى كده اننا نتخلى عنها ( ويخرج الظابط رصاصه كما لو كانت قتلت الجميع مرة اخرى ويظل الراوى يدافع عنها ...واثناء ذلك تبدأ المجموعه بالغناء )
أه من طير وحابب ينطلق
لكنه خايف يتخنق
وسط السواد
أه من الحقيقه ومن جروحى
واللى باقى من نبت روحى
بتقتلوه بـايد العناد
أه من السواقى والربابه والقمر
على كل خطوه ف حلمنا
لسه واقفين حداد
ـــــــــ ستار ـــــــــ
مع تحياتى
صلاح مزروع