النص المسرحى الشهيد
اعداد واخراج الاستاذ / محمود الغباشى مدرسة سجين الاعدادية بنين
المشهد الأول
الأول انظر .. ماذا وضعوا في طريقنا ؟!
الثاني رجل مصلوب .. ما أغرب ما نلقى اليوم
الثالث يبدو كالغارق في النوم ..
الأول عيناه تسكبان على صدره ..
الثالث وكأن غلبت دنياه على جفنيه .. أو غلبته الأيام على أمره .
الثاني فانحنى كالجذع المجهد ، وحدق في الترب ..
الثالث ليفتش في موطئ قدميه عن قبره .
الأول هل تعرف لم صلبوه ؟ .. ومن صلبه ؟
الثاني لنسأل أحد المارة عن أمره. (يبرز الأب يحدق في المصلوب)
الأب يا صاحبي .. و حبيبي .. قد كنت عطراً نائماً في وردته لمَ انسكبت ؟ ودرةً مكنونة في بحرها لم انكشفت ؟ وهل يساوي العالم الذي وهبته دمك هذا الذي وهبت ؟ سرنا معاً على الطريق صاحبين أنت سبقت...أحببت حتى جدت بالعطاء لكنني ضننت ...حين رأيت النور تقت للرجوع .. ها أنت قد رجعت
الأول ما القصة .. ما القصة . من الذي صلب هذا الرجل ؟
الثاني ما الأمر؟.
الأبـ قد قتله الشر .
الثالث الشر؟ .. ما معنى الشر ؟
الأب الشر ..جوع الجوعى . .فقر الفقراء .. في أعينهم تتوهج ألفاظ لا أعرف معناها قد تدمع عيني عندئذ ، قد أتألم . أما ما يملأ قلبي خوفاً ، ويضني روحي فزعا.. استفهام جارح .. كلمات تفزع من معناها من ذا الذي صنع الفقر ؟
الجميع هه (فى تعجب ودهشة)
الثائر إليك الجواب : الظلم .
الأب من ذا الذي صنع القيد المطعون ، وأنبت سوطاً في كف الشرطي ؟
الثائر الظلم .
الأب من ذا صنع الاستعباد ؟
الثائر الظلم .. الظلم.. الظلم.
الأب اصمت.. اصمت يا بني
الثائر كيف أغض الطرف عن الدنيا والمسجونون المصفدون يسوقهم شرطي مذهوب اللب قد أشرع في يده سوطاً لا يعرف من في راحته قد وضعه ورجال ونساء قد فقدوا الحرية . الشر استولى على الدنيا حدثني .. كيف أغض العين عن الدنيا إلا أن يظلم قلبي؟ إلي.. إلي .. يا غرباء .. يا فقراء .. كسيري القلب والأعضاء.
الأب في الجبال .. في الصحاري .. في المدن .. في كل مكان ..عبر الزمان كله .. أنا الحر ..فقدت أبنائي .. وأحبائي .. واحداً إثر واحد ولم تزل المسيرة في الطريق يقودها واحد آخر وهنا في المكان الجديد ، توقفت القافلة الجديدة حيث حتم الحتم .. أن أفقد الثائر الجديد .
الثائر طويلة كانت مسيرتنا .. وكبير تعبنا .. أيها السلام .. يا سلام العالم .. لا تهجر معسكرنا هذا تعال أيها الصمت .. غلف أجسادنا بلمساتك العريضة.
الثالث الصمت لبى نداءك .. ولكن لمساته ليست إلا خفقات أجنحة تبعث فينا العذاب
مناضل السلام عليكم جميعاً .. يدخل رسول
الجميع وعليك السلام ورحمة الله
الثائر ما الأمر.. ماذا تريد ؟
مناضل إن الأخبار التي أحملها من المدينة مفزعة .. لقد قبض على رسولك وأعدم ..والحاكم أرسل جيشه كي يسد أمام موكبك الطريق .
الثائر والناس ؟
مناضل يلزمون الصمت .. استبد بهم الخوف .. وما من أحد منهم يجرؤ على مساندتك .. تجنب هذه المدينة المتغيرة .
يخرج الرسول
الثائر في هذه الساعة التي تنقلب فيها الأشياء أي اضطراب يمسكك يا نفس ؟ هل أتابع الطريق رغم العقبات ؟ هل أقود هذا الشعب نحو أجله ؟ هل أسبابي نقية حقاً ؟ أم أنها الكبرياء الذي يدفعني ؟
الأول كيف يمكن للرجل الفاضل أن يقبل دون نقاش إهانة المتسلطين في هذا العالم ؟
الثاني أيمكن لأكثر الأهداف عدلاً أن تدفن في التراب أمام البربرية المتسلطة ؟
الثائر يا نور القرار الصائب .. أنت تتخلى عني بقسوة .
الأول في قلب الرجل العادل .. الظل ، يحارب الضياء.. !
الثائر أيها الناس .. لقد استمعتم إلى الأنباء المشئومة .. والقرار الذي سيتخذ يتعلق بكم ، كما يتعلق بي .. ساعدوني إذن علي أن أنطق بالكلمات التي تحرر قدرنا .. حين يصير السوط هو المحراث يفتح أخدوداً في الظهر أو الصدر فعلينا أن نلقي ببذور الدم و علينا أن نغرس الخنجر في قلب الظالم علينا أن نضرب بالصدر العريان جدار الزنزانة علينا أن نترك آثاراً فوق بساط الظالم ترصعه بالوحل.. حين يكون هناك رجل واحد يملك كل الدنيا لا بد وأن تحمل لحمك أن تحمل عظمك أن تحمل أغلالك للحداد كي يطرقها لك سيفا.. حين يكون هناك رجل واحد يملك كل الدنيا لا بد وأن تشهر سيفك أو تبتلع السيف
الأب إن دم آبائك وأخوتك ينادي .. الانتقام ، فلا تضعف
الأول بني .. الحق إلى جانبنا .. ومن واجبنا امتهان الظلم ، فلا تضعف
الثاني أخي .. إني أتحرق للمناداة بحقي .. على سنان رمحي .. لنتابع
الثالث أبي .. الرجل الملوث وحده .. يخشى المعركة العادلة .. لنتابع .
الأب بني أناديك أن تسمعهم . إنهم يتكلمون باسمنا فلا تخيب حماسهم وانتظارنا .
الثائر ما دامت هذه رغبتكم .. لنتابع مسيرتنا ..
مناضل أخي .. عثرنا على رجل من الجيش .. إنه يموت من الظمأ .. ماذا نفعل ؟!
الثائر أريد أن أراه .. آتوا به إلي . ( يجلبون القائد )
الأب يبدو هذا وكأنه القائد
الثائر قربوه مني .. من تكون أيها الغريب؟!
القائد أنا قائد فيلق الاستكشاف في الجيش .. لقد ضللت ورجالي الطريق في الصحراء وكان علينا أن نعين مكان موكب الثائر.
الثائر لم تفشل في مهمتك .. أنا الثائر .. وها أنت ذا في قلب موكبي .
القائد يا للقدر المعاكس .. هاأنذا في قبضة أعدائي.. طر بعيداً أيها الأمل العذب .. ! كتب عليّ أن أموت ظمأً في هذه الصحراء الملتهبة !
الثائر ( يسقيه ماءاً ) ... إذا كان الماء الزلال يميت الظامئ .. إذن ستموت
القائد ( يشرب الماء )... أهذا ممكن ؟ .. أتيت إليك لأقتلك ، فإذا بك ترد إليّ الحياة ؟ .. آه .. ه .. ه .. ! يا ضميري .. إن حيرتي كبيرة .
الثائر لقد أعدت الحياة إليك .. لأن عينيك كانتا تنادياني.. في عذابك يا أخي رأيت عذاب كل الذين يتألمون ( الطير الجريح ، والطفل المنزوع عن أمه .. وقبضة البريء المغلقة ) نعم يا أخي .. لكن شاءت الأقدار أن تكون عدوي .
القائد الآن..يطلب الضال من الرجل العادل .. أن يقبله في صفوف رجاله .
الثائر وأجابه العادل إلى طلبه ..خذه فأكرمه (يخرجان)
سأحاول أن أنام بعض الوقت فالطريق إمامنا طويل.
الأب نم يا حبيبي أنت في أمس الحاجة إلى النوم . (بعد لحظات)
مناضل اخبروا القائد أن يظهر لي .
الأب اخفض الصوت.. اخفض الصوت .. فالثائر نائم .. اخفض الصوت .
مناضل اذهب وأخبره أنها ليست ساعة النوم .. أخبره أن الساعة قد حانت .. هذه الساعة التي عليه أن يواجه فيها الموت
الأب إنه ينام .. يا من عدمت الحياء .. فلا تصرخ بالصوت .
مناضل جيش العدو يحاصرنا.
الأب سأنقل إليه كلماتك .. أخفض الصوت ودعني أوقظه . ( يذهب إلى الشهيد )
استيقظ .. أتوسل إليك .. لقد اسود وشاحي باقتراب أجلك .. استيقظ .. إن جيش الأعداء هنا .. يا ملكاً دون فرسان .. استيقظ !.. نومك هادئ .. ولكن مملكة الأحلام خداعة .. استيقظ !.. فنحن محاصرون في أعماق شقائنا ..استيقظ.. استيقظ يا بني.
الثائر حلمت حلماً .. كان السهل فيه أخضر .. ولكنك لم تدعيني أكمله .. الماء رقراقاً والنبع نقياً .. ولكنك لم تدعيني أكمله .. وخيل إلي أني أميز والدتي .. وقد ارتدت السواد كلها .. وأشارت إلي بيدها إشارة خفيفة .. وابتسمت ابتسامة عذبة كأنها تريد مني أن أجتاز المياه .. وأن أصل إليها .. ولكنك لم تدعيني أكمله.
الأب كنت نائماً .. وفي هذه الأثناء وصل العدو وصرخ بنا .
الثائر العدو! !..إذا.. قد حانت الساعة التي لا مفر منها .. والتي عليّ فيها أن أواجه رياح القدر .. آن أوان الرحيل .. آه لقد كان الحلم .. نبوءة إذا.. !
الأب لن ترضى السماء بأن يقع مثل هذا الظلم .. إذا مت أيها الملك ..فلا يمكننا تحمل الحياة من دونك.
الأول آه .. أيتها الأيام القاسية .. يا أيام العذاب .. يا مذاقها مذاق الدم .. الظمأ يحاصرنا .. والموت .. هذا الظالم دون رحمة ينهب دون توقف .. من صفوفنا أجمل وخير الثمار ..من نبكي ؟وأي من شهدائنا ..أكثر استحقاقاً لدموعنا ؟
الثاني آه .. ه .. ه .. لنبكىِ الشجاعة التي نقصت .. لنبكي الذين سقطوا صرعى في نشوة معركتهم الأولى .. لنبكِ الشباب الذي ذبل .
الثالث لنبكي الحب الذي لم يتم .. لنبكِ انتصار الظلم .
الأب ها أنت وحيد .. مجهد .. أضناك الطواف في أرجاء الدنيا .. وأتيت لتلقى الحمق يسود بكل مكان يتحرش بك .. آلاف الحمقى .. آلاف الآلاف !! .. أعداؤك كثر.
الثائر لكن صحابي أكثر من أعدائي .. أصحابي أكثر من أن تحصيهم .. أصحابي كلمات المحزون المهجور أصحابي أحياء الأموات .. الشهداء الموعودون .. أصحابي فرسان الخيل البلق ذو الأثواب الخضراء .. أصحابي آلاف المظلومين المنكسرين .. ( صمت )
الأول قد يفاجئنا الموت ..
الثائر فلنرحب به بعد أن تكون صرختنا القتالية هذه قد وصلت بعض الآذان الصاغية ..وبعد أن تكون يد أخرى قد امتدت لتحمل سلاحنا .. وبعد أن يكون رجال آخرون قد تهيئوا لأن يرفعوا بأصوات السلاح وصرخات القتال الجديدة .. صرخات النصر .
الأب أيها الثائر .. كيف يمكننا تحمل الحياة من دونك ؟ .. لا تذهب إلى حقل المعركة.
الثائر وما يمكنني أن أفعل سوى ذلك.. أنت تعرف أن زمرة الكلاب الهائجة التي تحاصرنا لا تدع لنا مجالاً للإفلات.. إذن فخير لنا أن نموت بشجاعة وسلاحنا في يدنا بدلاً أن نذبح على سرير وثير...... يا رب .. لا تتخلي عني ؟! هيا بنا لابد من المواجهة ... لابد من المواجهة .
إظلام
المشهد الثاني
مساعد القائد ها.. ها.. ها .. لم يبق منهم إلا الثائر وحده .. أما الباقون فقد سقطوا صرعى بعد أن صرخوا أيمانهم .. صرعهم السيف والخنجر .. لقد حان الآن دور الذي يدعونه منقذ الدنيا ومخلصها ..ليسقط تحت ضربات سيوفنا ، ولنضع في الأسر كل ذويه .. وعندئذ نذهب وقد ملأتنا النشوى لنخبر الملك بموت الثائر .
القائد ما تقول أيها الشقي ..! .. ألا يكفي هذا الذي ارتكبتاه ؟ .. إن هذه المقتلة جعلت الشمس تكسف .. ما أبرد هذا الصباح .. ! ؟
مساعد القائد إن موت هذا الثائر طلب مطلق وضرورة لا غنى عنها .. وإذا جبنت فما عليك إلا أن تعود وتترك لي أمر قيادة الجيش .
القائد إن كراهيتك العمياء تفقدك صوابك .. لنكف عن هذه الحرب الظالمة .. ولندع هذا الرجل يعود أدراجه من حيث أتى .
مساعد القائد ما دام هذا الرجل لم يسقط بعد .. ما دام دمه لم يرو ظمأ هذه الأرض الجافة .. فإن عيني وقلبي لن يرتويا من القتل والمذابح .. وإن كنت لا تملك الشجاعة اللازمة لذلك فسأقتله بنفسي .. إني أتجاوز القوانين .. وأتحدى المعقول .. لأن موته وحده هو الذي سيسكن هذه العاصفة التي تزمجر في قلبي
جندي سيدي
القائد ما الأمر؟
جندي لقد وقع الثائر في قبضتنا
مساعد القائد ادخلوه على الفور
الجندي أمرك سيدي
مساعد القائد أخيرا وقع الفأر في المصيدة
القائد ما سر تعطشك للدماء ؟
مساعد القائد إني رجل كامل يريد أن يذهب إلى أبعد مراحل نفسه .. وأنا لا أكره شيئاً قدر ما أكره هذه التنازلات والمهازل المزيفة التي نلعبها على أنفسنا ..
القائد سأذهب بعيدا عن هذا المكان الكئيب لبعض الوقت لقد سئمت الأمر كله سأخرج قبل ان أرى هذا الثائر في قيده
مساعد القائد إن فتورك يغضبني .. ولكني أطيع ، ولن يضيرني ذلك بشي
الجندي: الأسير يا سيدي (يشير له بالخروج)
مساعد القائد أخيرا أيها الـثائر ..
الثائر ماذا تريد منى؟
مساعد القائد مهمتي اللذيذة هي أن أجعلك تعترف وتبايع بسلطان الملك .. فنهبك الماء والحياة والطريق .. أو أن تتهيأ للموت .
الثائر أبايـــــــع ؟! ..
مساعد القائد نعم .. تبايع .. فتحيى .
الثائر أبايع ؟ .. أبايع .. الخوف هو الذي يقف دونه العزم .. ثم هو الذي يسومنا عذاب العيش ، وما أطول مداه .. ! إذ لولا هذا الخوف .. لما صبر أحد على المذلات والمشقات .. ولا على بغي الباغي .. ولا على تطاول الرجل المتكبر .. ولا على سلاطة السلطة .. ولا على الكوارث التي يبتلي بها الحسب الصحيح والمجد الصريح ، بفعل جهل الجهلة تهجم السفلة اعلم أني لن أعترف بسلطان رجل حقه في الملك لا المبايعة الشعبية ، وإنما الظلم والاغتصاب .
مساعد القائد بايع .. قل نعم .
الثائر لا ..
مساعد القائد نعم . فلتقلها .. آه ما أيسرها ... ! .. نعم . إن هي إلا كلمة .
الثائر أتعرف ما معنى الكلمة ؟ الكلمة لو تعرف حرمة..الكلمة نور..زاد مذخور..بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي بالكلمة تتكشف الغمة الكلمة نور و دليل تتبعه الأمة الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو الكلمة كلا كلا لن أبايع... لن أبايع
مساعد القائد لم أنتظر غير ذلك منك .. أيها الكريم .. يا أيها المثالي .. أيها النقي الجميل ، يا كثير النقاء .. يا شهيد .. يا لعظمتك .. كم هو مؤسف أن تتفسخ هذه العظمة في لهيب الشمس ..كنت تتحدى الملوك.. حياً، ستكون عطية للغربان الجائعة. تدثر بكبريائك أيها الثائر الذي سقط فحد سيفي سيعرف كيف يتلقى بريق نظراتك.
الثائر أي قلق عميق أحسه في قرارك المذكور..لماذا يدفعك عذاب روحك إلى ظلمات غرائزك الدنيا ؟
مساعد القائد لا تكلف نفسك جهد إقناعي أيها الرجل النبيل ..إن إغراء طيبتك العذبة لا تمس روحي الصلبة .. إنني اكره الضعف الإنساني ، وأكره صوت التفاؤل الراضي عن نفسه .. إني استخلص القدرة القاطعة .. من هذا الذي تدعوه حباً .. أريد أن أكون السنديان الذي لا ينثني ،والصلب الجامد .. إذن فكفانا مزاحاً .. بايع الملك أو تهيأ للموت .
الثائر إني أرضى بموتي الذي لا مفر منه .. ولكن أخبرني.. لماذا تكرهني إلى هذا الحد؟ .. ما الذي أمثله وتحتقره ؟
مساعد القائد ما يعذبني فيك ، ليس عظمتك أو عذوبتك وليس نقاؤك .. وإنما هذا الطابع المطلق لعواطفك
الثائر أعرف أنك أنت جلادي ، تقتلني لأنك لا تستطيع أن تكون مثلي .
مساعد القائد كفانا ثرثرة ، تهيأ للموت .
الثائر سأكون مستعداً . ولكن
مساعد القائد لكن ماذا..ماذا تريد ؟
الثائر أريد أن أخبر للمرة الأخيرة نواياك .
مساعد القائد إن خجلي عظيم .. وفي أعمق أعماق قلبي أحترمك .. وأجلك كرجل .. ولكني مع ذلك عزمت أن أترك جيشي يقتلك .. في هذه الليلة نفسها أبلغني الملك أنه يهبني ولاية مقابل رأسك.. إن خجلي عظيم.. ولكن قراري قد اتخذ .
الثائر إني أشفق عليك أيها الرجل الجشع.. أيمكن لأموال الدنيا أن تضل الضمير هكذا؟ .. تقدم إذن ما دام قرارك قد اتخذ .. حز رأسي بنفسك ، ولا تضف إلى جشعك جبناً مخجلاً .. تعال إلي واتمم ما عزمت عليه .
مساعد القائد كلا .. كلا ..أنا أترفع أن أقتلك بنفسي ( إلى الجندي ) أترغب بترقية كبرى
الجندي نعم سيدي
مساعد القائد إذا قدم لي رأس هذا الرجل .
الجندي لا يستبد بك الغضب يا سيدي .. ما من أحد غيري سيقتل هذا الرجل .. هو وأنا نعرف ذلك منذ بدء المعركة .. ألا تعرف ذلك يا رجل؟
الثائر أعرف ذلك أيها المتشدق الوقح .. تعال إلي وانه مهمتك القذرة يا جزار .. تعال وليسقط ليل الظلم على هذا العالم ها قد حانت ساعة الفراق والتمزق. أيتها النساء الثكلى اعلمن أني لا أفارقكن إلا مرغما واعلمن أن الحديد عندما يتغلغل إلى لحمي المد هوش ستكون آخر أفكاري متجهة نحوكن. أما أنتم أيها الشيوخ .. وأنتن أيتها الأرامل الغارقات في الدموع .. يا أرق الأيتام أنتم يا من سأترككم على حافة الشتاء الحادة. أيها الضعفاء الناجون من الموت.. اذكروني بتسامح .. وارووا بكثير من الاعتدال قصة الرجل الذي أراد أن يحقق حتى النهاية قدراً من العدل
الجندي نعم .. سأعرف كيف أظلم بريق نظراتك .
الثائر آه..آه.. آه..آه
مساعد القائد لقد قتلت الثائر .. هيا فلتملأ جيوبي بالجواهر والأحجار الكريمة ، جزاء لي على عظمة المهمة التي أنجزت. فالآن أصبح العالم كما يشتهيه الملك الآن أصبح العالم كما يشتهيه الملك الآن أصبح العالم كما يشتهيه الملك
الثائر آه..آه.. آه..آه
النهاية